على مدى 100 عام، كان إنتاج النفط والغاز ينمو لتزويد السوق الذي يقوده الغرب، وكانت هناك منافسة بين الشركات الخاصة للوصول إلى الاحتياطيات. منذ 2005، وصلت أسعار النفط إلى مستوى عال يبدو دائما. الصناعات الأخرى بدأت تعمل على إنتاج وسائل نقل أكثر فاعلية ومحروقات بديلة. التقنيات الحديثة توفر فرصا متنوعة لإنتاج نفط وغاز "غير تقليدي" في عدة مناطق من العالم، ولكن لا يزال هناك سؤال حول من يتحمل مسؤولية أمن صادرات النفط في الشرق الأوسط، خاصة وأن معظمها يذهب الآن إلى الأسواق الآسيوية أكثر من الولايات المتحدة وأوروبا. يقول تقرير نشرته مؤسسة "تشاتهام هاوس" البريطانية للأبحاث مؤخرا أن رد الصناعة على هذه التحديات له انعكاسات على الاقتصاد العالمي والبيئة.

يوفر النفط والغاز 57% من الطاقة التجارية التي يستهلكها العالم وقيمة الصادرات العالمية تشكل أكثر من 25% من إجمالي الناتج المحلي في روسيا وآسيا الوسطى ودول منظمة أوبيك. كما أن أكثر من 10% من استثمارات أسواق الأسهم العالمية هي في قطاع النفط والغاز. ما يحدث في هذه الصناعة يؤثر على المستهلكين الذين يعتمدون على منتجاتها أو يحاولون تجنب الآثار البيئية لاستخدامها، وكذلك الحكومات التي تسعى وراء إيرادات الضرائب من نشاطاتها.

الصناعة لا تستطيع أن تطور استراتيجيات بشكل مستقل عن الحكومات. تقرير تشاتهام هاوس يظهر زيادة وتغير تدخل الحكومات المدفوع بسياسات التغيُّر المناخي والأمن الاقتصادي. السياسات الحكومية تولدها عمليات سياسية ليس من الضرورة أن تقدم نتائج عقلانية ومتماسكة. أهم النتائج التي توصل إليها التقرير:

1- لم تعُد الصناعة قادرة على الاعتماد على احتكارها لسوق المواصلات. صناعة العربات تستعيض عن النفط بعربات أكثر كفاءة والوقود الحيوي يحل محل المنتجات النفطية مثل الوقود السائل.

2- الدور الذي تلعبه منظمة أوبيك سيتغير. الضعف المستقبلي في الطلب قصير المدى ستتم موازنته ليس فقط من خلال أنظمة "أوبيك" حول إنتاج أعضائها عندما تكون الأسعار منخفضة، ولكن من خلال رد منتجي النفط غير التقليدي أيضا.

3- سيكون هناك مزيد من الغاز، ولكن ليس من المؤكد أين ومتى؟

4- التكنولوجيا والتعاون هما مفاتيح نمو احتياطيات منابع النفط والغاز. الاحتياطيات زادت بمعدل أكثر من الضعف منذ 1980. ولكن مع نمو المصادر غير التقليدية والمناطق الجديدة، لن تستمر أسعار النفط في الارتفاع. ليس هناك توجه عام؛ كل شيء يعتمد على الاستثمار الذي يضعه المنافسون من أجل سوق المواصلات وإيجاد احتياطيات جديدة.

5- تمويل الاستثمارات المستقبلية ليس قضية كم ولكن نوع: مطابقة الفرص والمخاطر مع مصادر التمويل.

6- مشكلة الأمن انتقلت إلى آسيا لأنها تستهلك كميات من نفط الشرق الأوسط أكبر مما تستهلكه الولايات المتحدة.

الخاتمة

صناعة النفط والغاز تتغير بشكل دائم وسببت عدة تغييرات في المجتمعات التي تعمل فيها. التغييرات التي حدثت في السبعينيات من القرن العشرين مهدت لعصر جديد. التغييرات المتعددة التي تواجهها الصناعة الآن تتطلب ردودا ملحمية حتى تتطور الصناعة وتزدهر. أولئك المسؤولون داخل وخارج الصناعة يجب أن يحاولوا فهم ما يجري الآن وكيف يمكن أن تؤثر على المستقبل، ولشرح استراتيجياتهم بوضوح، والتأقلم مع الأوضاع الجديدة فور حدوثها.