خالفت مباريات الجولة الـ14 من دوري زين للمحترفين لكرة القدم توقعات المحللين والنقاد، حيث ظهرت الفرق بمستويات فنية تعتبر دون المتوسط، وغلب عليها البطء في بناء الهجمة، وكثرة التمرير الخاطئ ما "عطل" رتم المباريات لدرجة غير مثالية، غابت على إثر ذلك الجمل التكتيكية التي تستحق الإشادة، وانعدمت الألعاب المفاجئة التي دائماَ تحضر مع المباريات ذات الرتم السريع، وافتقرت المواجهات أيضاً إلى عنصري الإثارة والمتعة اللذين ينشدها عشاق كرة القدم.
ورغم غياب النصر والفتح عن مشاركة الأندية مباريات هذه الجولة، إلا أن الوضعية السيئة للغالبية من الفرق تعتبر محصله نهائية لما كانت عليه الفرق خلال هذه المباريات، حتى وإن كانت هناك بعض اللمحات الخجولة من بعض الفرق إلا أنها لا تشفع في تحسين التقييم الفني للمباريات الـ6 لدرجة جيدة.
غياب المفاجأة
لم تشهد المباريات الـ6 التي لعبت في هذه الجولة أي نتيجة مفاجئة للمتابعين أو للنقاد والمحللين بعد أن تغلب الشباب على نجران بثلاثة أهدف مقابل هدفين، وتسجيل الهلال هدفين في مرمى هجر، وتحقيق الأهلي الفوز على الشعلة بثلاثة أهداف مقابل هدف، وفوز الفيصلي على التعاون بهدفين مقابل هدف، وخسارة الوحدة من الاتفاق بثلاثة أهداف نظيفة، إضافة للتعادل الإيجابي بهدفين الذي جمع الاتحاد بالرائد، فهذه النتائج تظل متوقعة بسبب المستويات المتذبذبة التي تلازم الفرق منذ انطلاق الدوري
الدقائق المثيرة
حضور الإثارة انحصر في هذه الجولة على دقائق معدودة في مباراتي نجران والشباب والفيصلي والتعاون، فرغم تقدم الشباب بثلاثة أهداف على نجران الذي واجه ضربة موجعة بخروج صمام الأمان المحترف الجزائري فريد شكلام مع أول دقائق الشوط الثاني، إلا أن الدقيقتين المحتسبتين كوقت بدل ضائع تجلت فيهما الإثارة والندية، عندما تمكن لاعبو نجران رغم النقص من تسجيل هدفين متتاليين ولم يسعفهم الوقت القصير جدا لتهديد المرمى الشبابي بكرات خطرة.
وفي المجمعة كانت الإثارة حاضرة في مجريات الشوط الأول على وجه التحديد، حينما قرر حكم المباراة طرد محترف الفيصلي الغيني أسامواه بالبطاقة الحمراء تلاه هدف التقدم للتعاون، هدف يعتبر نقطة تحول كبرى في المباراة نتيجة لرغبة لاعبي الفيصلي على تعديل النتيجة في هذا الشوط مطبقين توجيهات المدرب بالضغط المتقدم على دفاعات التعاون الذي نتج عنه هـدف التعديل، وهو ما زاد من المطامع في البحث عن هدف ثانٍ قبل نهاية الشوط الأول، كان لذكاء ومهارة وسرعة الأردني ياسين بخيت دور في تسجيل هدف ثانٍ انتـهى عليه الشوط الأول، وانتهت معه المباراة بعد أن فشل لاعبو التعاون في العودة للمباراة مرة أخرى نتيجـة تسـرعهم في بناء الهجمات.
الأشواط الأولى تتقدم تهديفا
على غير المعتاد مع مباريات كرة القدم، فإن اهتزاز شباك الفرق 21 مرة من أصل 6 مباريات وتسجيل 11 هدفاً في الشوط الأول، في حين تم تسجيل 10 أهداف في الشوط الثاني يعد أمراً نادراً جدا في جولات سابقة أو حتى في جولات مقبلة، ففي الوقت الذي يفتقد معظم اللاعبين لمخزونهم اللياقي في الشوط الثاني؛ يستغل المهاجمون ذلك جيداً في تسجيل أهدافهم التي عادة ما تكون في الثلث الأخير من الشوط الثاني، إلا أن المستويات غير المثالية قد تكون السبب الرئيس في عدم زيادة الغلة التهديفية في الشوط الثاني كما كنا نتابع خلال المباريات السابقة.
3 أهداف ترجح الأجانب
يعتبر حضور الهدافين المحليين مميزا رغم فارق الـ3 أهداف التي صبت في مصلحة الأجانب في مباريات الجولة الـ14، ورغم ذلك تعتبر الأهداف الـ9 التي سجلها المهاجمون المحليون نسبة مميزة في ظل الزيادة العديدة لمصلحة الأجانب، ولعل عودة الهداف الخطير فيكتور سيموس من الأهلي وتسجيله ثلاثة أهداف في مرمى الشعلة، إضافة لتسجيل هداف الهلال الخطير ويسلي هدفين في مرمى هجر دور في الحصيلة الكبيرة من أصل الـ12 هدفاً سجلها الأجانب في هذه الجولة، وتعتبر ثلاثة الأهداف الاتفاقية في مرمى الوحدة إحدى مميزات هذه الجولة، حينما سجل المهاجمون المحليون يوسف السالم وزامل السليم وعلي الزقعان أهداف هذه المباراة كمهاجمين تقليديين في تشكيلة الاتفاق.
الهلال "نال" الأفضلية والصدارة
تمركز الهلال في صدارة الترتيب لدوري زين السعودي لكرة القدم بـ32 نقطة وبفارق الأهداف عن منافسه الفتح الذي يملك 32 نقطة ولديه مباراتان مؤجلتان ستكون إحداهما غدا أمام النصر في الرياض، على أن تكون مباراته في الجولة الـ16 بمثابة كسر العظم أمام المنافس الحالي في صدارة الترتيب فريق الهلال الذي مع نهاية الجولة الـ14 نال الأفضلية على مستوى التهديف، وهو يتوقف عند الرقم 38، كما نال الأفضلية في الدفاع ومرماه يستقبل 10 أهداف، بينما استمر الوحدة على وضعه المتردي في سلم الترتيب وهو يظل على نقطتين من أصل 14 مباراة، وتظل شباكه الأكثر استقبالاً للأهداف بعدد 33 هدفاً مع ختام هذه الجولة.