إذا وقفت أمام لوحة فنية لامرأة مغمضة العينين، فلا تحسبنَّها نائمة، وفي المقابل يشع وجه أخرى وعيناها نضاختان، حملت الأولى تأملاً داخلياً، والثانية انفتاحاً على العالم والروح معاً، هكذا تكشف ريشة الفنانة التشكيلية تغريد البقشي عن سر تعلق لوحاتها الفنية الرائعة بالوجه، والتركيز على المرأة كـ"محور" أساس في أعمالها المتنوعة. وقالت تغريد في حوار مع "الوطن"-خلال مشاركتها في برنامج أرامكو الثقافي بالأحساء- "أردت من خلال هذه اللوحات أن أزيل الأقنعة التي تحيط بالإنسان، ليبدو الشخص أكثر شفافية، وبعدها تتساوى النظرة عند الجميع، دون الحاجة إلى ترجمة وبيان، ومشاركتي في المعارض العالمية أثبتت لي انطباع منبهر بقدرة المرأة السعودية على إبداع فن يعبر إلى العالم، وأما اقتناء لوحاتي في هذه المعارض فقد جاء بشكل مقبول جداً، لأنهم من خلالها يقرؤوننا تماماً كـ"نساء سعوديات". وأوضحت تغريد أن الفن الواقعي هو الأبسط والمتقبل لدى العامة، بحكم فهمهم السريع له، لكن المدارس الأخرى أصبحت متقبلة من خلال المعارض والتطور التقني، بما تعكسه من فكر وعمق، وملامستها للأحاسيس المتفاعلة مع اللوحة التي تضم مفاهيم عظيمة، وهنا ينشأ حوار صامت بين الاثنين، بيد أن اقتناء اللوحات التي تستحق يسير ببطء شديد في مجتمعنا. وبينت تغريد أن التشكيلية السعودية تعتبر من أقوى الفنانات، لأنها تحدت العقبات الموجودة ولم تحبط من عزيمتها، وهذا التحدي جعلها تشعر بارتياح أمام ما تقدمه من فن.