حضرت خلال الأيام الماضية مناسبة سعيدة أسعدتني، بارك الله في أصحابها، وفي تلك المناسبة توقفت عند قطع من الحلوى ومناديل كتب عليها اسما العروسين، وهو ما أصبح مشاعا في حفلات الأفراح في الفترة الأخيرة، وهو ما أتطلع لإعادة النظر فيه، فالمناديل مكانها في النهاية القمامة، وقطع الحلوى الحاملة لأسماء العروسين ستنتهي إلى الأمعاء، وبالتالي تمنيت أن تكتب الحروف الأولى من اسميهما، إذا كانت الرغبة في طباعة الأسماء موجودة، بدلا من طباعتها كاملة.
لكن ما أطالب بإيقافه لا يتعلق بهذا الأمر، بل بما هو أكثر أهمية، فقد لاحظت في إحدى تلك المناسبات المبهجة أن قطع الحلوى والمناديل كتب عليها اسم العريس وهو على ما أذكر (عبد الوهاب)، وشاهدت الضيوف وهن يتناولونها دون دراية أو توقف عند ما يحمله اسم العريس من اسم للجلالة، ومنذ أيام قليلة وجدت نفسي أمام قالب من الكيك طبع على سطحه علم المملكة العربية السعودية بالكامل.. بما يحمل من كلمة الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ولذا عاهدت نفسي أن أتحدث عن الموضوع من خلال تغريدة أطلقها عبر صفحات (التويتر) لكن عدم تفهم أبنائنا الشباب لمغزى التغريدة، التي طالبت من خلالها منع محلات الحلوى قبول أي طلب يتعلق بكتابة اسم الجلالة أو علم المملكة على منتجاتها، أدركت أنه من ضرورة بمكان طرح الفكرة بتوسع أكبر ها هنا.
فغني عن البيان أن بعض الشباب في المناسبات الرياضية والوطنية وغيرها يحاولون إظهار انتمائهم الوطني بشكل غير مقبول شرعا، فهم يتوشحون بعلم المملكة ويجلسون عليه وقد يسقط أثناء هذه المناسبات المزدحمة عادة فيداس بالأقدام.. إلى غير ذلك من التصرفات التي تدل مع الأسف بقلة الوعي بقيمة هذا العلم الذي يحمل كلمة الشهادة التي تدخل من آمن بها حيز الإسلام وتخرج من أنكرها من دائرته.
إن المملكة العربية السعودية نظمت علاقتنا بالعلم لما يحمله من رموز إسلامية ونظمت تعامل العالم معه، فتكريما لكلمة التوحيد (هو العلم الوحيد الذي لا يتم تنكيسه أو إنزاله إلى نصف السارية في حالات الحداد والمراسم الدولية. كما يحظر ملامسته للأرض والماء والدخول به لأماكن غير طاهرة) فهو الوحيد على مستوى العالم الذي لا ينكس تحت أي ظرف أو حدث مهما عظم.
لا شك ـ مطلقا ـ أن ارتباط الشاب والشابة بعلم البلاد دليل حب وولاء، إلا أن حبنا وولاءنا لا يعفينا من إهمالنا توضيح ثقافة العلم في مدارسنا وجامعاتنا، ومؤسساتنا الإعلامية، التي نرى منها في المناسبات الوطنية بعض التجاوزات.
القضية التي آمل أن تجد الاهتمام من كافة الجهات الوطنية على اختلافها التعليمية والإعلامية والثقافية والدبلوماسية، تتلخص في أننا كمجتمع نحتاج توعيه المواطن والمقيم بثقافة العلم، ثقافة كهذه تتضاعف أهميتها مع علم كعلم المملكة العربية السعودية حامل كلمة التوحيد، فجميل أن نرى الوفود الرسمية قد وضع كل أعضائها دبوسا (بادج) يحمل علم المملكة، وهو ما كنت أحرص عليه عند تمثيلي للمملكة في أيام خلت، كما كنت أحرص على حمل عدد منها أوزعها على الوفد المرافق أو الذي يقابل ضيوف البلاد، وأطلب ومن دون تردد استخدامه في تلك المناسبات.
ونحن كمواطنين إذ نسر برؤية علم البلاد خفاقا في المناسبات السعيدة والأعياد، بل وعند مدخل كل مؤسسة حكومية وتجارية، فهو علم يحمل أقيم كلمة في الوجود كلمة التوحيد، ويرمز إلى وطن نحبه ونجله، وطن أعطانا الكثير ولم يضع أمامنا كشف حساب، لكن أن نستخدم علم البلاد بطريقة تحمل في باطنها معاني الولاء ولكن ظاهرها يعلن الاستخفاف بمضامينه الدينية فأمر مرفوض وبشكل نهائي.
لنظهر حبنا لوطننا وعلمه بأسلوب يتناسب معهما، وإن أراد احدنا أن يستخدم وشاحا يدل على انتمائه للمملكة في المناسبات المختلفة، فليستخدم السيفين والنخلة، لا علم البلاد حامل كلمة التوحيد.
ومن هنا أعتقد أن الإعلام على اختلاف وسائله، لا بد أن يسهم في توعية الشباب، ويرفض نشر أي صورة تتناقض وقيمة علم البلاد، وعلى وزارة التربية والتعليم الاهتمام ببيان البرتوكول الذي ينظم تعاملنا معه، وفي مختلف مراحل التعليم النظامي، أما الرئاسة العامة لرعاية الشباب فهي عليها واجب توعية الشباب بهذا البرتوكول، ونشر إعلانات توضح قيمة العلم بالتعاون مع وزارة الداخلية، والله المستعان.