لم تتم جمانة سوى أقل من 12 ساعة من اتصال والدها بـ"الوطن" لنقل معاناتها، حتى لقيت حتفها بعد معاناة مع المرض، بدأت عقب ولادتها بستة أشهر فقط، لتقضي بعدها عاما ونصف العام داخل العناية المركزة بمستشفى الملك خالد.

واتهم والد الطفلة الشؤون الصحية بمنطقة حائل، بالتسبب في وفاتها بإهمالها وعدم علاجها، ورفض تحويلها للعلاج في المراكز التخصصية بالعاصمة الرياض، بعد ورود موافقات لاستقبالها.

وكان والد "جمانة" ضاحي عيسي الشمري، قد أجرى اتصالا بـ"الوطن"، لنقل معاناة ابنته وبعد مهاتفته للالتقاء به في اليوم التالي، أفاد أنه في عزاء ابنته ولا يمكنه التحدث لأحد.

وقال والد جمانة: إن مدير عام الشؤون الصحية بحائل الدكتور نواف عبدالعزيز الحارثي، صمت عن الرد على استفساراتي طوال مدة تنويم ابنتي في المستشفى، دون التدخل لحل معاناتها وتفاقم حالتها الصحية حتى توفيت.

وأشار إلى أن ابنته أدخلت لمستشفى الملك خالد، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، ونقلت إلى العناية المركزة، وتدهورت حالتها الصحية. وتابع: شعرنا أن الطبيب الذي باشر حالتها لم يقم بالواجب، مما جعلني أنا ووالدتها، نطلب إخراجها من المستشفى، بسبب ما تشهده حالتها من تدهور إلا أن الطبيب رفض إخراج الطفلة، واستدعى المدير المناوب لمنعنا من إخراجها من المستشفى.

ووصف والد الطفلة التقارير المرفوعة عن حالة الطفلة للمستشفيات التخصصية بأنها مغلوطة وغير دقيقة، مما أدى إلى عدم تفعيل الأوامر الملكية بنقلها إلى المراكز المتقدمة بالرياض، مستغربا إصرار الأطباء وإدارة المستشفى على عدم عرض حالة ابنته على الأطباء الزائريين للمستشفى، خاصة الطبيب الأميركي المختص. وقال طالبت أنا بنفسي الطبيب الزائر بالمرور على ابنتي والاطلاع على حالتها، فاطلع على الأشعة الأخيرة التي أجريت للطفلة، وحجبت عنه الأشعة التي أجريت لجمانة في بداية دخولها المستشفى التي تبين سلامتها.

وتابع قائلا: إن الطبيب الأميركي الزائر أوضح له أن حالة ابنته حرجة، وتأخر الوقت لإجراء عملية جراحية لها، مؤكدا أن ما حدث للطفلة إما نقص في الأكسجين أو إعطاؤها مضادات قوية جدا في المستشفى.

وأشار الشمري، إلى أن أحد الأطباء ـ تحتفظ الوطن باسمه ـ غضب عندما علم بطلبه للطبيب الزائر، وهدده بأنه لن يساعد في علاج جمانة. "الوطن" حاولت الاتصال أكثر من مرة بالشؤون الصحية ولم تتلق ردا، وانتظرت 11 يوما للرد على استفساراتها الكتابية من قبل الناطق الإعلامي بصحة حائل ماجد المعيلي، ولم يصل رد حتى مثول التقرير للنشر.