الانطباع السائد عن برنامج مقاطع الفيديو القصيرة "الكيك" سيئ نوعا ما، فما يقدم من خلاله لا يخرج عن محاولات لرصد بعض المواقف التي يغلب عليها التهريج والإضحاك، وهناك من يتخذ منه مكانا للتعبير عن الرأي والتسويق لوجهه، وتغلب مواقف "الاستهبال" على الموقع وربما تأتي الأكثر انتشارا.

ومن بين هؤلاء "الكييكرز"، ظهرت شخصية لطيفة، حظيت باهتمام كبير وحققت أرقاما عالية في المشاهدات، من أعلى ما يقدمه السعوديون على "الكيك". شاب يتقمص شخصية جنوبية كوميدية أطلق عليها اسم "مرعي"، في تجربة مختلفة عن كل ما يقدم على الكيك، وضعت نفسها على قائمة الـ "توب تن" عالميا مع قناة "سلفر"، وبدر زيدان، الأخير لا يقدم فنا، يقدم نفسه كـ "مليح".

في كل مرة يفاجئ مرعي المتابعين بموقف جديد أو مشهد تمثيلي مضحك، معتمدا على قدرته البسيطة في التمثيل وعبر سيناريو مرتجل يطلق سيلا من تعليقات الإعجاب والضحك، ومطالبات بتبني موهبته وأفكاره، فاستطاع مرعي أن يخرج الإبداع الذي يسكنه بأبسط الطرق، فصار في ليلة وضحاها حديث المدينة.

الشاب اسمه سلطان ويسكن في الرياض، بدأت معه الحكاية حين ذهب في رحلة مع العائلة إلى إندونيسيا، وهناك راح يبث بعض المواقف التي تحدث معه عبر "الكيك"، ولأن شخصيته أصلا تلقائية ولطيفة، تقبله المتابعون وشجعوه، ثم انتشرت مقاطع "سعودي في إندونيسيا" كالنار في الهشيم من خلال برنامج المحادثات "واتساب" والشبكات الاجتماعية الأخرى.

عاد سلطان محملا بكثير من المسؤولية، فوجد عشرات الآلاف من المتابعين الذين ينتظرون منه الجديد ويسألون عنه، وحين وجد أنه حوصر بكثير من الإعجاب والحب، ابتكر شخصية "مرعي" ليجسد من خلالها مواقف متعددة، وقد صنع من هذا "الكاركتر" رمزية للغباء والجشع واللامسؤولية.

بالموهبة وحدها، انطلق مرعي، لم يكن معه فريق عمل وشركة علاقات عامة وشخصيات "ريتويت". يضع الكاميرا أمام وجهه ويطلق ساق موهبته للريح فتأتي صورة مشهد الـ33 ثانية، بسيطة تلقائية فيها رسالة عميقة، قد يعجز عن إيصالها فريق عمل في مسلسل تلفزيوني.