عندما تُذكر القصيم في أي مجلس في مناطق المملكة فلا بد أن تقترن بـ"الكليجا"، الأكلة الشعبية الأولى في المنطقة والأكثر شهرة، هكذا اقترن اسم "الكليجا" بالقصيم المنطقة، وبات أبناء المنطقة معتزين بموروثهم الشعبي حتى لو كان قطعة من الحلوى.

ومن هنا كانت الشرارة الأولى للفكرة التي أطلقها نائب أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود لانطلاق النسخة الأولى من مهرجان الكليجا السنوي عام 1430 لدعم الأسر المنتجة تحت شعار "أهلنا أولى بدعمنا"؛ لبلورة الفكر الاقتصادي لدى الكثير من سيدات القصيم وترجمة أفكارهن وفتح النوافذ التسويقية الجديدة لمنتجاتهن.

ومنذ بدأت بذرة المهرجان الأولى وحتى نسخته الخامسة التي تقام فعالياته هذه الأيام؛ بات الكثير من الأسر على ضفاف الغنى والكفاف بعد تسويق منتجاتها المتعددة وتشجيعها، حتى جاوزت مبيعاتها العام المنصرم 800 ألف ريال خلال عشرة أيام فقط، فأصبح هناك مسمى الأسر المنتجة التي تهرع كل عام لصالة المهرجان حتى ناهز عددها 350 أسرة؛ حيث يقوم كل من في المنزل على قدم وساق في العمل والإنتاج ومساعدة ربة البيت في الطهي واستقبال الطلبات والتوصيل للزبائن وتجهيز المواد الأولية.

وحتى الفتيات أصبح لهن شأن في هذا الأمر فلا يكدن ينتهين من أجواء الدراسة حتى يغرقن في العمل اليومي اللذيذ – كما تصفه إحداهن – في المساء بمساعدة بعضهم البعض في الإنتاج والتصنيع.

تقول إحدى البائعات في حديثها لـ"الوطن" كنت أقوم بتصنيع الكليجا وبيعها على الأقارب والجيران بمردود لا يكاد يذكر؛ حتى فتح لنا المهرجان أبوابه فزادت نوافذنا التسويقية وبالتالي أصبح المردود مغرياً للبقاء في هذه الصنعة وتطويرها.

وظهرت في الآونة الأخيرة سلعة محاكية للمنتج القصيمي الشعبي الكليجا وهي ما يسمى بالكليجا الهولندية؛ التي تسقط كل عام بالضربة القاضية مع قدوم موعد مهرجان كليجا القصيم الأصلية. يذكر أن صحيفة دي لايف الأميركية أفردت موضوعاً خاصاً عن المهرجان في نسخته الثانية ولقي ذلك أصداء واسعة في جميع الأقطار.