أبدى كثير من الشباب السعوديين عدم الحماس للعمل في مهن تقنية، وهو نفس ما أبداه العديد من الشباب البريطانيين والأميركيين في دراسة دولية حول تفضيلات الشباب للعمل. واعتبر الشباب الألمان أن المجال التقني دراسة غير أكاديمية، وفضل 38% من السعوديين مهنة "الأخصائي الاجتماعي" على المهن الأخرى، وفق ما كشفت عنه الدراسة التي أعدتها شركة "ماكنسي للاستشارات الإدارية" ونشرتها صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أمس.

وذكرت الصحيفة أن المهن الأكثر تفضيلا تباينت حسب الدول، فبينما اعتبر السعوديون مهنة "الأخصائي الاجتماعي" المهنة الأفضل لهم بنسبة الـ 38%، فضل البريطانيون مهنة التدريس بنسبة 42%، ووصفوها بالأكثر هيبة، فيما فضل 45% من الأميركيين مهنة التصميم الجرافيكي، أما البرازيليون فاعتبروا مهنة المهندس الأفضل بين مثيلاتها بنسبة 71%، أما الهنود فعبر 65% منهم عن حماستهم للأعمال الهندسية، وانجذب أكثر من نصف الألمان إلى المهن الهندسية أو بدء عمل خاص في مجال تكنولوجيا المعلومات.

وذكر التقرير أنه بمراجعة مسارات التعليم والتوظيف تبين أن نسبة 33% من أصحاب العمل لم يحصلوا على المهارات المطلوبة في المتقدمين للوظائف، مشيرا إلى أن واحدة من أهم المشاكل التي يعاني منها سوق التوظيف حول العالم، تكمن في شكوى أرباب العمل من عدم قدرتهم على ملء الشواغر التي تتطلب وجود موظفين ماهرين، في حين أن الخريجين الجدد يجاهدون للحصول على وظيفة.

وأشار تقرير ماكنسي إلى ضرورة قيام الشركات باقتراح مناهج ومقررات دراسية للجامعات، تكفل أن يمضي الطلاب نصف وقتهم في مكان العمل، فيما تضمن لهم الجامعة عملا في نهاية الدراسة.

وأوضحت الصحيفة أن الدراسة المشتملة على نشاطات دراسية تعد الأفضل بين مثيلاتها، وتعتبر وسيلة مهمة لنقل المهارات المهنية التي يحتاجها قطاع الأعمال، لافتة إلى أن النشاطات المهنية الحالية خلال فترة الدراسة غير كافية.

وأضافت أنه يتوجب على أرباب العمل محاكاة التقنيات الموجودة في ألعاب الفيديو لنقل المهارات المهنية التي يحتاجها الموظف، والتي تعتمد على التدريب في العالم الافتراضي، معتبرة أنها ستصبح أساس الأعمال المهنية في القرن الواحد والعشرين.

وجاء التقرير عقب صدور بيانات التوظيف الأخيرة في أميركا بأيام، التي كشفت بروز مشاكل عميقة في سوق العمل، واصفة أرباب العمل والشركات والشباب بالكواكب المتوازية.