حذر خبراء وباحثون من مخاطر تأثيرات التغير المناخي على البيئة العربية خلال السنوات القادمة، مؤكدين أهمية تضافر الجهود المحلية والإقليمية لوضع برامج مشتركة للتخفيف من المخاطر التي قد تهدد بقاء بعض المدن المطلة على البحار.
جاء ذلك في أوراق العمل التي طرحت أمس في مؤتمر بيئة المدن الذي تنظمه أمانة منطقة المدينة المنورة تحت عنوان "التغير المناخي ودور المدن" ويستمر 3 أيام، بمشاركة خبراء ومسؤولين بدول عربية.
وخلال ورقته، استعرض مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي الدكتور منصور بن عطية المزروعي ورقته العلمية تحت عنوان "مؤشرات التغيرات المناخية في العالم العربي: المنظور الحالي والمستقبلي".
وتطرق المزروعي في ورقته إلى أن الجزيرة العربية والوطن العربي بشكل عام، قد تعرضت خلال العقود الثلاثة الماضية لتغيرات كبيرة في مناخها، موضحا أنه من خلال الدراسات التي أقامها مركز التميز لأبحاث التغير المناخي فإن جميع مناطق المملكة على سبيل المثال قد شهدت بلا استثناء زيادة مستمرة في درجات الحرارة سواء في المناطق الحضرية أو الريفية.
وأضاف أنه من خلال تحليل نتائج النماذج المناخية سواء العالمية أو الإقليمية الحديثة فإن الدراسات أشارت إلى أن المناطق الشمالية للجزيرة العربية قد تكون معرضة للجفاف مستقبلا وقلة أمطار نسبية بينما المناطق الجنوبية للجزيرة العربية قد تشهد زيادة نسبية في كميات الأمطار، وحيث إن الجزيرة العربية محاطة بثلاثة مصادر للمياه فإنه يخشى حدوث بعض الحالات المتطرفة للأمطار على المستوى الإقليمي خاصة والوطن العربي بشكل عام.
وأكد أن الشواهد دلت على التطرف المناخي المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة فوق عتبة 50 درجة مئوية وحصول هطولات مطرية كبيرة غير معهودة في أزمنة قصيرة ومنها على سبيل المثال أمطار جدة التي بلغت كمياتها 111 مليمترا حسب مرصد جامعة الملك عبدالعزيز.