أنا: يا مطفوق تفتكر إيش مشكلة "تعسر" المشاريع عندنا، ترى أنا قلبتها يمين وشمال ما هي راضية تركب معاي الأسباب.. تقدر تقولي إيش الهرجة؟
مطفوق: لا هرجة ولا مرجة يا وجيه، ولا أحد عارف السبب الحقيقي يعني الطاسة ضايعة.
أنا: يا أبويا .. كذا توهتني ومخولتني، هيّا إذا أنت ما أنت عارف السبب يا مطفوق فمعناها محد يقدر يخمن الأسباب.
مطفوق: في كل حال أظن السبب في تعثر المشاريع أو زي ما تقول "تعسر" المشاريع يمكن لأن المقاول بعد أن يستلم الاعتمادات المالية للمشروع يتولى وضع الأساسات وبناء القواعد ثم يلمس منذ البداية أن لا أحد يسأل ولا أحد يتابع ولا فيه رقيب ولا حسيب.
أنا: بس مو معقول إن المقاول تاركينه يشتغل على مزاجه بدون ما أحد يأخذ باله من المشروع؟
مطفوق: المقاول بعد فترة يصاب بحالة من الكسل ويداخله شعور باللامبالاة فيستبطئ التنفيذ توفيرا في النفقات أو ربما انشغالا في مشاريع أخرى أما العلة الرئيسية في التعثر فهي سياسة تقسيم المشروع وتوزيعه على أكثر من مقاول "بالباطن" بأسعار زهيدة ويضع الفروقات في جيبه ويا دار ما دخلك شر.
أنا: أيوه .. كمّل وبعدين..
مطفوق: بسبب التحويلات "الباطنية" من واحد لآخر فإن المشروع يصاب "بتلبك" ويعمد كل مقاول إلى "الإمساك" وشد البطن ويـ"قولون" إنه بالتالي يبخل في تغذية المشروع وتسهيل "مجاري الصرف" المالي مما يقود إلى "التعسر" لأن غياب الرقيب والآمن من العقاب هو الذي يتسبب في "استسهال" المقاول لهذه المسالك واعتبار أن المشاريع الحكومية "المعدّة" لتنفيذها إنما تتأخر بسبب "عدوى" المقاول من تجارب غيره الذين رست عليهم مناقصة التنفيذ فطاروا بالاعتمادات وبقيت أطلال مشاريعهم شاهدا على "هضم" حقوق الدولة وحقوق المواطن في وضح النهار وما زال المواطن يتأسى وهو يقارن بين المشاريع التي كانت تولت تنفيذها شركات قادمة من "الشرق الأقصى" ونزاهة وسرعة تنفيذها سالكة الطريق "المستقيم" مقابل "المصير الغليظ" الذي تؤول إليه مشاريع تتولاها شركات مقاولات وطنية.
أنا : كأنك تلمح إلى أن "بلعوم" المقاولين يتسع لتمرير كثير من المناقصات وبلعها بيسر وسهوله.
مطفوق : ليس المسؤول با أعلم من السائل!!