لا يكاد خريج الثانوية العامة يطوي صفحة اختبار "القياس"، حتى يسارع لاختبار "التحصيلي"، ثم يبدأ بحلقة لا تنتهي من المقابلات الشخصية والتقديم هنا وهناك. لكنه ورغم جهده الكبير، يغفل عن الأهم، وهو أن يحدد التخصص الذي يرغبه بصدق.
ذلك لأن الشاب يحاول الهروب من هذا الاستحقاق المهم، بأن يعتمد على ما يراه والده أو والدته، أو أن يحاول تقليد ما اختاره أعز أصدقائه، والأسوأ أن يختار التخصص بناء على قرب مقر الدراسة، أو سهولتها في أحيان كثيرة!.
وللأسف لا يعلم هذا الشاب أنه يفرّط في حقه الأصيل في أحد أهم قرارات حياته، التي تعتمد عليه وظيفته المستقبلية، وبناؤه لأسرة سعيدة، بل إن سعادته ورضاه الداخلي عن نفسه يعتمد بشكل أساسي على ممارسته لما يحب، فكيف يمارس ما يحب وهو أصلا يدرس شيئا آخر تماما!، بل كيف سيبدع في دراسته ويتعمق في تخصصه وهو يذهب مكرها ويحضر محاضراته جسدا دون قلب!.
اختيار التخصص غير المناسب يقود إلى "التسرب" من الجامعة، سواء بتغيير التخصص مرات متعددة، أو أن ينسحب من دراسته في نهاية الأمر، وهذا ما يفسر وصول نسبة "التسرب" في الجامعات السعودية إلى 35%! وهي نسبة كبيرة، وهدر مالي وبشري ضخم، وإن حللت جذر المشكلة، فسوف تجد أن اختيار التخصص غير المناسب هو القاسم المشترك.
خلاصة الحديث: عزيزي خريج الثانوية العامة، دعك من الجميع، واتبع حدسك ورغبتك، ولا تقلد صديقا أو قريبا، فمستقبلك أنت تصنعه بيدك وليس الآخرون، ولتكن الخطوة الأولى هي اختيار تخصصك بنفسك.. أنت وحدك فقط.