أثارت مطالب الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ بفتح مكاتب لرجال الهيئة الميدانيين في الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى حفيظة العديد من المواطنين والمقيمين لاسيما بعد أن ناشد آل الشيخ في تصاريحه مؤخرا وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بتوجيه الجهات المعنية بفتح مكاتب ومقرات خاصة لرجال الهيئة داخل الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى.
وأكدت وزارة الشؤون البلدية والقروية أنها لم تتلق أي طلب من الهيئة لفتح مكاتب لها داخل الأسواق. وقال المتحدث الرسمي باسمها حمد العمر لـ"الوطن" أن الوزارة تقدر الجهود التي تقوم بها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خدمة المجتمع، غير أنه ذكر في تعليقه على مطلب آل الشيخ حول فتح مراكز للهيئة في الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى، أن الوزارة لم تتلق أي طلب رسمي من الهيئة بهذا الشأن. وتابع "في حال تلقينا خطاباً من الهيئة سيتم إتخاذ الإجراءات اللازمة والتنسيق مع الجهات المختصة لتقديم كل ما في شأنه خدمة الصالح العام".
وكان رئيس الهيئة صرح في حديث تلفزيوني في وقت سابق بأن قدرة الهيئة أقل من أن تقوم بالعمل الذي يرضي الجميع، وأنها طالبت بعض الأسواق بفتح مكاتب لرجالها إلا أنها رفضت، معرباً عن أمله في أن يوجه وزير الشؤون البلدية والقروية، الأسواق بفتح مكاتب صغيرة للهيئة تخدم الزوار.
وبيّن أن الأسواق كثرت وتطورت، وأن رجال الهيئة لا يستطيعون تغطيتها جميعاً، مشيراً إلى وجود 5545 فرداً فقط في الميدان في جميع مدن المملكة، وأن إجمالي عدد رجال الهيئة لا يتجاوز 8 آلاف من إداريين وأفراد.
إلى ذلك، انقسم الشارع العام حول مطالب رئيس الهيئة بفتح مراكز ومكاتب للهيئة داخل الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى، ويقول المؤيدون للفكرة - وفقا لما رصدته "الوطن" - إن وجود رجال الهيئة الميدانيين داخل تلك المكاتب لمراقبة المخالفات عبر الكاميرات الموجودة في الأسواق أمر أفضل بكثير من تجولهم، فيما أيّد فهد الحميد الفكرة، مبيّنا أن هناك تجارب في دول خليجية تم فيها القبض على المخالفين في الأسواق من خلال الكاميرات المنتشرة في المجمعات.
وأشار إلى أن وجود مكاتب لرجال الهيئة سيوفر الجهد في حال حدوث مخالفة، أو رغبت الفتاة أو الشاب في تسجيل بلاغ بشكل سريع. ولكن المعارضين للفكرة قالوا إن وجودهم متجولين أمر ضروري للحد من المخالفات. ويقول سعيد السومحي إن العديد من الشباب يبدؤون في ممارسة المخالفات ومضايقة العوائل عندما لا يشاهدون رجال الهيئة في السوق، وذلك أمر يشاهده الجميع في بعض الأسواق التي يغيب عنها رجال الهيئة، مشيرا إلى أن وجودهم داخل المكاتب يوحي للشباب بأن السوق خال من المراقبة، ويجعلهم في مأمن من رصد رجال الهيئة، مما يجعل تجوالهم في الميدان أمرا ضروريا.