عزلت سيول جارفة قادمة من منطقة عسير أول من أمس واستمرت حتى صباح أمس 9 قرى عن محافظتي القنفذة والمجاردة، وتسببت في غياب عدد كبير من الطلاب والطالبات عن مدارسهم، وعدم تمكن عدد من سكان هذه القرى من العودة إلى منازلهم، فيما أكد الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني في عسير العقيد محمد العاصمي، أن السيول كانت في مجراها الطبيعي، ولم تؤثر على الوضع العام للقرى المذكورة. وأفاد بأن إدارة الدفاع المدني في منطقة عسير ومراكزها المنتشرة أعدت خطة للتواصل والوصول إلى من يحتاج المساندة والمساعدة، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي احتجازات بل كانت السيول تسير في مجراها الطبيعي ولم تتأثر تلك القرى.

ومن بين القرى المتضررة الغمر، العصف، المعطن، الحريض، والإنصاب التابعة لمحافظة القنفذة، والسليم التي تتبع إدارياً لمركز جمعة ربيعة التابع لمحافظة المجاردة والتي تبعد عنها 90 كلم بينما تبعد عن محافظة القنفذة 30 كلم.

من جهته، حذر مدير الدفاع المدني في محافظة القنفذة العقيد منصور الصاعدي من مخاطر السيول، مؤكداً حرصه على توفير الآليات والمعدات تحسباً لأي طارئ، لافتا في الوقت ذاته إلى أن قرى السليم وما جاورها ليست من القرى الإدارية التابعة لهم، وإذا طلب منهم المساندة فهم على أهبة الاستعداد لذلك. "الوطن" وقفت ميدانيا منذ ساعات مبكرة على الموقع، وحاولت الوصول إلى القرى التسع إلا أن السيول حالت دون ذلك. وأوضح المواطن حسن محمد الربعي، من سكان محافظة القنفذة، ويذهب إلى أهله في قرى السليم يوميا، أنه لم يستطع الوصول إلى منزل والده بسبب المياه الجارفة في أكثر من واد، تصب جلها في وادي حلي. وقال الربعي "توجد أربع مدارس ومركز صحي ومركز نواقل المرض، كما يدرس في المدارس أكثر من 200 طالب وطالبة في مدرستين ابتدائية ومتوسطة، وأغلب الطلاب من القرى التي تعزلها السيول، وتقع قراهم بين محافظتين إداريتين، ولسوء الاتصالات فإنهم لا يستطيعون إيصال نداءاتهم أو استغاثاتهم للدفاع المدني وقت وقوع الكارثة". أما محمد عامر، الذي يسكن على مشارف أحد الأودية، فقال "الخطر يحوم حولنا سواء مع السيول أو بعد السيول، والطلاب لم يتمكنوا من الذهاب إلى مدارسهم أمس بسبب السيول التي قطعت الطرق عليهم. بدوره، أوضح أحد المعلمين أنه لم يتمكن من الذهاب إلى المدرسة بسبب الأحوال الجوية والسيول الجارفة، إضافة إلى هطول الأمطار على تلك القرى.