"استراحات الطرق"، كما هي لم تتغير منذ عرفها المسافرون، البدائية تضرب أطنابها فيها، تبدل كل شيء وتطور في البلاد إلا خدمات "الاستراحات" .. تستقبل المسافرين المتعَبين من عناء سفر طويل في غرف صدئة تنقصها النظافة وخدمات صحية ضعيفة، دون أن يدرك ملاكها أن هذه الاستراحات يجب أن تشكل واجهات حضارية تعكس للقادمين من مدن الداخل والخارج مستوى الازدهار والتقدم الذي تعيشه البلاد.
المسافرون الذين لا تسعفهم حالة التعب والإعياء جراء الرحلة الطويلة للحديث عن سوء الخدمات في وقتها، يشتكون في صمت من التدني المريع للخدمات باستراحات الطرق والإهمال الذي يضرب جنباتها، ويقولون إنها تسيء للمظهر الحضاري للبلاد بدلاً من أن تكون واجهة جاذبة لضيوفها الذين ربما يكونون من خارج البلاد سواء للعمرة أو السياحة، ولا يطلعون على حال المملكة، وتطورها المشهود إلا عبر خدمات الاستراحات، خصوصاً حينما يضطرون إلى الاستجمام أو المبيت فيها.
ويقول سمير المأمون إن تلك الاستراحات لم تجد الإشراف أو المتابعة من قبل الجهات المعنية مما شجع أصحاب هذه الاستراحات أو المحطات على التساهل وعدم رغبتهم في ضخ أموال لصيانتها ولا يرون الحاجة إلى تطوير الخدمات فيها ما دام أنهم يقبعون بعيداً عن أعين الرقابة، في حين يكون المواطن والسائح هما الضحية. واتفق معه حميد الحلواني، ودعا الجهات المختصة إلى ضرورة إلزام أصحاب هذه الاستراحات بترميمها أو إغلاقها كلياً في حال كان ضررها أكثر من نفعها لما تحمله من قاذورات لا ينجو منها من يستريح فيها، بالإضافة الى مراقبة أصحاب المحطات، حيث يوجد تلاعب واضح في عدادات الوقود يتمثل في زيادة سعر البنزين في الطرق السريعة البعيدة عن العمران. وطالب الحلواني بضرورة خصخصة تلك الاستراحات واتباعها لجهة معروفة يتم اللجوء إليها في حال وجود شكوى أو اقتراح يساعد في تطويرها أولا بأول، إضافة إلى وضع حد لجشع أصحاب تلك الاستراحات والمحطات.
أحمد الناصري رأى أن بعض هذه الاستراحات باتت مواقع لنشر الأمراض لعدم خضوعها لأي إشراف صحي، مبيناً أنه اضطر في بعض الأحياء إلى المضي في رحلة طويلة حتى لا ينزل في إحدى هذه الاستراحات ويواجه الواقع المزري الذي تعيش فيه، ودعا إلى تصنيف الاستراحات إلى فئات معلنة حسب درجتها ووضعها في مكان بارز عند مداخلها.
وحكى من جانبه جلال عباس موقفاً مأساوياً حدث له أثناء استخدامه لدورة مياه تابعة لإحدى استراحات الطرق، وقال إنه احتجز نحو نصف ساعة بعدما فشل في فتح الباب الذي صعب بسبب الصدأ، مما اضطره إلى الانتظار حتى قدوم شخص والاستنجاد به، وذلك كله كان نتيجة إهمال الصيانة.
يذكر، أن الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات "ساسكو" رصدت نحو 120 مليون ريال لتطوير 100 استراحة طرق وفق هويتها الجديدة التي أطلقتها الشركة مؤخرا، فيما تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على مشروع لتطوير استراحات الطريق لتكون عنصر جذب لهواة السفر عن طريق البر.