لم تشفع السنوات الطويلة من عمر مركز الطرفية الشرقية (25 كيلو مترا من مدينة بريدة) وما يستضيفه من إدارات حكومية كمركز الإمارة وآخر لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكتب للبريد ومدارس بنين وبنات بمراحلها الثلاث، فضلاً عن أنه ملتقى للطرق السريعة ومقر لمهرجان شتوي سنوي على مستوى منطقة القصيم، لكي يحظى بخدمات البنى التحتية مثل بقية محافظات ومراكز المنطقة، بل ظلت في حاجة ماسة إلى مشاريع السفلتة والإنارة ورصف طرق وتشجير وصرف صحي.
وطالب الأهالي أمانة المنطقة بضرورة سفلتة وإنارة ورصف الطرق وتشجيرها وتنفيذ مشاريع الصرف الصحي، مؤكدين أن الأمانة لم تتجاوب البتة مع أي من شكاواهم رغم مضي سنوات عدة.
"الوطن" رصدت بعدستها عدداً من الأماكن والمواقع التي تؤيد بالفعل ما ذهب إليه المواطنون والتقت بالعديد منهم، وأوضح المواطن عبدالرحمن التويجري أحد سكان مركز الطرفية الشرقية بالقصيم أن مركز الطرفية من أقدم مراكز المنطقة من الناحية العمرية، إلا أنه لا يزال يفتقر إلى بعض الخدمات الأساسية التي يطمح إليها كل مواطن في هذه البلاد، خصوصاً ما يتعلق بالبنية التحية.
وأضاف أن المركز يحتاج إلى سفلتة ورصف وإنارة عدد من الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط الأحياء، وأن الطرق الرملية باتت مصدراً للغبار، خاصة في فصل الصيف، ومن شأن ذلك التأثير على الأطفال وكبار السن الذين يعانون من أمراض كالربو والحساسية، فضلاً عن تكدس المياه في فصل الشتاء عقب هطول الأمطار، إلى جانب برك الصرف الصحي التي تنتشر بشوارع المركز التي تركت مكشوفة دون أي اهتمام من قبل الأمانة مما يهدد الأطفال داخل الأحياء، إلى جانب انبعاث روائح كريهة يتأذى منها السكان.
وأضاف التويجري أن غياب الخدمات في المركز أجبر العديد من السكان على الرحيل إلى مدينة بريدة بحثاً عن توفر الخدمات بعد أن تكررت مخاطبات الأمانة خلال السنوات الماضية وغياب التجاوب من جانبها، ودعا أمانة المنطقة إلى التدخل لحل مشكلات مواطني الطرفية.
ولم يكن المواطن عبدالرحمن العيد أحد السكان أكثر تفاؤلاً بحال المركز من سابقه، بل زاد على حاجته الماسة إلى توفير الخدمات التي يفتقدها المركز ومنها الإنارة والتشجير والمتنزهات العائلية والحدائق العامة، خصوصاً أن المركز يشهد حركة مستمرة في فصل الشتاء من خلال المهرجانات التي تقام بعريق الطرفية شرق المركز، وتابع "الطرق التي تمر بالمركز إلى موقع المهرجان أو المخيمات تفتقر إلى الأرصفة التي تحد من الحوادث المرورية .. وأن الحاجة إلى بعض المتنزهات أجبرت الأهالي إلى التنزه بمتنزهات مدينة بريدة".
وأضاف أن بعض أحياء المركز في الداخل أصبحت ملاذا للقطط والكلاب الضالة بسبب الأشجار الكثيفة التي تحيط بها، داعياً أمانة المنطقة إلى الاهتمام بمركز الطرفية وتوفير ما يحتاجه مواطنوه من خدمات أسوة بمراكز المنطقة الأخرى، مؤكداً أن الأهالي تقدموا عدة مرات بطلبات لبعض الخدمات ولكن دون جدوى.
من جانبه، يقول الشاب راجح التويجري طالب جامعي إن شباب المركز يحتاجون إلى أماكن خاصة بهم يقضون بها أوقات فراغهم، خصوصاً في المساء، مشيراً إلى أن المركز يفتقد المتنزهات والأماكن المخصصة لتجمع الشباب.
ويرى المواطن عبدالله التويجري أن زوار المهرجان الشتوي السنوي الذي يقام في عريق الطرفية شرق المركز ويقصده العديد من المواطنين داخل المنطقة وخارجها يفاجؤون بغياب العديد من الخدمات، خاصة ما يتعلق بالإنارة والرصف للطرق المؤدية إلى المهرجان.
عبدالله الدغيم صاحب مكتب عقاري كان له رأي آخر، حينما قال إن رجال الأعمال المستثمرين في مجال الشقق لا يتجهون إلى بناء مساكن في الأماكن التي لا توجد فيها خدمات خاصة ما يتلق بالبنى التحتية من سفلتة وإنارة وأرصفة، وكذلك بعض الجماليات من تشجير ونحوه، وقال إن المستأجر يبحث دائماً عن الأماكن التي تتوفر فيها خدمات.
"الوطن" أجرت عدة اتصالات على هاتف الناطق الإعلامي لأمانة منطقة القصيم يزيد المحيميد لنقل معاناة سكان المركز، إلا أنه لم يرد رغم إرسال رسالة نصية تفيد بذلك.