هزات أرضية تصل قوتها إلى 3.7 ريختر، لم تحل دون استمتاع أهالي "حرة الشاقة" في تبوك بمنطقتهم، من خلال متنزه "غرزة البري" هناك، في صورة غريبة وغير متوقعة، رغم أن الدفاع المدني في المنطقة يحذر من زيارة هذا المتنزه.
وتشهد الأماكن القريبة من حرة الشاقة وتحديدا متنزه غرزة البري التابع لمنطقة تبوك، الواقع بين محافظتي أملج والعيص، تواجد الكثير من الأهالي، مستبعدين تخفوهم من تلك الأماكن، ومبررين ذلك بجمال المكان واعتدال الأجواء وتعايشهم مع الهزات التي يرونها طبيعية ولا تدعو للقلق رغم حدوث الهزات الأخيرة التي بلغت قوتها 3,7 درجات على مقياس ريختر، على عمق بلغ 5,9 كيلو مترات في باطن الأرض على خط العرض 25,28 وخط الطول 37,77، فيما حذر مدني تبوك المصطافين والزوار من الأودية أثناء تواجدهم بتلك المتنزهات.
"الوطن" التقت عددا من المتنزهين والزوار، حيث ذكر المواطن سعيد علي من سكان العيص أن الهدف من التواجد هو التنزه في الأجواء الربيعية في قرى محافظة أملج التي لم تشهد هذا الربيع منذ سنوات طوال.
وأشار إلى أن الأماكن تعتبر متنزهات لأهالي محافظتي العيص وأملج لقربها من تلك المحافظتين قبل هطول الأمطار والأجواء الربيعة في هذه الأوقات ومن أشهرها "متنزه غرزة البري" الذي يعتبر متنفسا للأهالي ويقضون فيه معظم أوقات الإجازات لاعتدال الأجواء طوال العام ناهيك عن أوقات هطول الأمطار لجمال الشلالات وروعتها واكتساء جبالها وسهولها باللون الأخضر، وقلل من خطورة تلك الأماكن.
فيما ذكر الشاب عبدالله الجهني من سكان محافظة العيص أنه يجلس في هذا الموقع بقصد بيع الخضراوات والفواكه مؤكدا أنه لم يقم بالبيع طيلة حياته إلا في هذا الوقت بسبب الإقبال الكبير على الموقع.
الأمر لم يتوقف عند المتنزهين فحسب بل توافد البعض من البدو الرحل للبحث عن "الكلأ" لمواشيهم؛ حيث ذكر المواطن فالح الفايدي أن السبب الذي دفعة لتلك المواقع الربيع الذي يخفف عليه من شراء الأعلاف المرتفعة في هذه المواسم واعتبر الأمر طبيعيا لوجوده بالقرب من حرة الشاقة، وأنه لم يتخوف من ذلك الأمر، مشيرا إلى أن الهزات الأخيرة التي شهدتها حرة الشاقة أمر طبيعي بالنسبة لهم، وأكد أنه لم ير لوحات تحذيرية للذهاب لتلك المواقع وهذه دلالة على أن تواجدنا في تلك الأماكن لا يدعو للاستغراب أو التساؤل.
وفي اتصال هاتفي لـ"الوطن" بالمتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي، أكد أن المديرية العامة بمنطقة تبوك حذرت المتنزهين والزوار من الاقتراب من الأودية خلال هذه الأيام التي تشهد سقوط الأمطار ودعا الإخوة المواطنين والمتنزهين من عدم قطع الوادي سواء كان بالسيارة أو بالأقدام كما دعا الآباء والأمهات الانتباه للأطفال أثناء التنزه من عدم سقوطهم من حفر مجاورة أثناء التنزه، كما دعا الذين يباتون في الخيام في هذه المتنزهات لعدم ترك النار مشتعلة داخل الخيمة أثناء النوم حتى لا تتسبب في اختناقهم أو اشتعال الحريق بها.
وأضاف العقيد ممدوح أن التحذير شامل وليس له علاقة بقرب المنطقة من مواقع الهزات الأرضية.
من جانبه، ذكر مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين التابع لهيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني زهران لـ"الوطن" أنه فيما يخص تجول الأهالي للتمتع بالأمطار والجو الربيعي الجميل في حرة الشاقة ومدى تعرضهم لأي مخاطر زلزالية أو بركانية بالمنطقة، فإننا نود الإشارة إلى أن جميع المؤشرات التي تقوم الهيئة بمراقبتها والمتعلقة بالنشاط الزلزالي والبركاني تشير إلى استقرار المنطقة حاليا، ولكن يجب الوضع في الاعتبار أن المنطقة المحظور ارتيادها والمحددة من قبل الهيئة بدائرة نصف قطرها 20 كيلو مترا توجد بها تشققات كثيرة يصل عرضها إلى عدة أمتار.
وأضاف أن الهيئة قامت بإعداد تقرير فني متكامل عن النشاط البركاني والزلزالي الذي حدث في إبريل عام 2009 واستمر لعدة شهور بشكل قوي وما زالت حتى الآن تسجل الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي العديد من الهزات يوميا، وقد تضمن التقرير عدة توصيات هامة، كان من ضمنها تحديد منطقة حظر ولا يسمح لأحد بالدخول فيها التي تقع هذه المنطقة في نطاق دائرة نصف قطرها 20 كيلو مترا من مراكز النشاط الزلزالي في الحرة.
وأكد زهران أنه لا يعرف بالتأكيد هل المناطق التي يتجول فيها الأهالي للتمتع بالأمطار والجو الربيعي الجميل تقع ضمن هذه المنطقة المحظورة أم لا، ولكننا نشير إلى أنه من الضروري الأخذ بالإجراءات الاحترازية التي تم التوصل إليها من خلال الدراسات التي قامت بها الهيئة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، حتى ولو كانت الهزات التي حدثت مؤخرا ليست قوية، لأننا نضع في اعتبارنا دائما حماية الأهالي من التعرض لأي مخاطر، ونعمل جاهدين للحفاظ على أمنهم واستقرارهم.