أنا: ما أنت في "المود" يا مطفوق مزاجك شكله معكنن.. عسى ما شر؟!

مطفوق: أبدا مقلقني شوي موضوع هالدرباويه والمفحطين اللي قاعدين يمارسون هواياتهم العابثة في الشوارع والتقاطعات غير مبالين بالمخاطر التي يتسببون فيها للأهالي والسكان، هذا خلاف من يعجب بسلوكهم من المراهقين الذين يرون فيهم نجوماً يحتذون.

أنا: كلامك صحيح لكن الحملات المستمرة هذه الأيام بحق هؤلاء آخذة في تقليل أخطارهم والحد من ممارساتهم.

مطفوق: أنا ملاحظ مثلك الصرامة والجدية التي انتهجت هذه الأيام بحق هؤلاء وأتابع أخبار القبض على قياداتهم وإيداعهم التوقيف إيذاناً بإحالتهم للمحكمة لكنني مع ذلك ما زلت أبحث عن دور تربوي وتوجيهي لوزارة التربية والتعليم لأبنائنا الطلاب المفحطين والمتفرجين.

لا يجب أن نلوم هؤلاء المراهقين الذين يريدون إثبات ذواتهم وتفريغ طاقاتهم لكننا - كما يبدو - لم نمنحهم الفرصة لتفريغ الشحنات التي تضطرم في نفوسهم وكذلك فإننا لم نلق بالاً لذواتهم الصاعدة.

أنا: يعني أنت ترى أن الملامة تقع على عاتق المعلمين؟

مطفوق: المشكلة هي في المعلم ومن يُقومّه كيف أرجو صلاح الطالب والمعلم لم يصلح نفسه؟

أنا: أووف. بالغت يا مطفوق.

مطفوق: أبداً ما زلت أتذكر حادثة مفحطي الطائف الذين قاموا بصدم صاحب دورية المرور وأخذوا عليه فصلا استهتاريا غير لائق برجل الأمن وأتذكر كيف أن شريط اليوتيوب لنفس الحادثة حصد أكثر المشاهدات فتخيل حجم المهانة وقلة الهيبة التي تسربت للناس بحق رجل الأمن. وهذا يشير إلى مستقبل مظلم ما لم يتم حفظ هذه المكانة وتعزيز الهيبة من خلال إيقاع أشد العقوبات بالممارسين.

أنا: كلامك صحيح لكن وش علاقة المعلمين ورجال التربية إلا في حدود التوجيه وضرب الأنموذج وخلق القدوة الحسنة؟

مطفوق: شكلك مصاب بالزهايمر!

أنا: ليه؟

مطفوق: لا تنسى أن بطل حادثة التفحيط في الطائف والذي صدم صاحب دورية المرور كان معلماً! أي كان مربياً! أي إنه يمثل الأنموذج والقدوة التي تحدثت عنها لكن طبعاً الأنموذج السلبي والقدوة السيئة.

أنا : إم م م

مطفوق: الغريب أننا لم نسمع حينها تعليقاً أو إجراءً اتخذته الوزارة بحق هذا المعلم (المربي)! ما زلت أتذكر أننا لما كنا صغاراً حفظونا قول الشاعر:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولاً

لكن الآن أظنهم قلبوا المعنى فأصبح البيت الشعري هكذا:

قم للمعلم وفه التنكيلا

كاد المعلم أن يكون هبيلا