اضطر الرئيس المصري محمد مرسي للخروج مسرعاً من مسجد "الشربتلي" في التجمع الخامس، حيث كان يصلي الجمعة أمس، بعد هتاف مئات المصلين ضده بالمسجد مرددين" مرسي باطل"، وسادت حالة من الهرج داخل المسجد لم يستطع الرئيس السيطرة عليها، فانصرف مسرعاً وسط حراسة أمنية مشددة.

وكان ميدان التحرير قد شهد مسيرة حاشدة أطلق عليها "مليونية حق الشهيد"، شاركت فيها كافة القوى المدنية والمستقلين تعبيرا عن رفضهم للإعلان الدستوري والمطالبة بإسقاطه وإلغائه فوراً وحل اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو للقصاص لضحايا الثورة، كما رددوا هتافات مناوئة للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وكان المعتصمون قد أغلقوا كافة المداخل المؤدية للميدان، ووضعوا الحواجز المعدنية والأسلاك الشائكة بمداخله، فيما انتشرت اللجان الشعبية على كافة مداخل الميدان للاطلاع على هويات الوافدين لضمان عدم اندساس أي عناصر قد تثير مشكلات بين صفوف المتظاهرين.

إلى ذلك شهدت الساحة السياسية خلال الساعات الماضية مزيداً من التعقيد والتأزم، لاسيما بعد خطاب الرئيس مرسي، مساءَ أول من أمس، وإعلانه التمسك بالإعلان الدستوري الذي أصدره الخميس قبل الماضي، وهو ما دفع بالقوى السياسية إلى التصعيد. وزاد الأمر تعقيداً بدخول الصحف الحزبية والخاصة والقنوات الفضائية على خط المواجهة، خلال اجتماع اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير أمس، بإعلانهم الاحتجاب عن الصدور ووقف بث البرامج يوم الأربعاء المقبل، احتجاجاً على ما تضمنه الإعلان الدستوري من تحصين اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور، وما ينتج عنها من صدور دستور ينتهك حرية الصحافة والإعلام.

من جهته أكد رئيس حزب "مصر الحرية" الدكتور عمرو حمزاوي، أن إصرار الرئيس على الموقف دون بحث عن مخارج له لا يبشر بأي خير خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار الجمعية التأسيسية للدستور في عملها. وكشف حمزاوي عن أن اجتماع جبهة الإنقاذ الوطني درس بدائل مواجهة هذا الإصرار على القرار تجاه الإعلان الدستوري، وأنهم سيلجأون لمقاطعة استفتاء الدستور، وعدم الاعتراف بشرعيته مؤكداً على أن الأمر أصبح لا يحتمل الانتظار. وكان رئيس الجمعية التأسيسية للدستور المستشار حسام الغرياني قد أكد أنه سيقدم مشروع الدستور الجديد إلى للرئيس اليوم، تمهيداً لدعوة الشعب للاستفتاء عليه.