في الوقت الذي يتسلم فيه الرئيس الصيني الجديد شي جين بينج مهامه، ما تزال عملية انتقال السُلطة غامضة وبعيدة عن الشفافية. فالشعب الصيني لا يشارك في عملية نقل السُلطة، ومن المستحيل تقريبا فهم تبعات اختيار القيادة الجديدة؛ بسبب انعدام المعلومات عن الصراعات داخل صفوف الحزب. لكن الواضح أن هناك طموحات واسعة من أجل الحُريات الأساسية والمحاسبة بين أبناء الشعب الصيني. ويقول تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية: إن الرئيس الصيني الجديد سيرث وضعا داخليا صعبا، وإنه مع القيادة الجديدة سيواجهان فسادا مستشريا وأوضاعا بيئية سيِّئة وتباطؤا اقتصاديا، وفوق ذلك سيواجهان شعبا بدأ يفقد الصبر ويشكك بنزاهة وكفاءة بعض المسؤولين في الحكومة.
يقول تقرير فورين بوليسي: إن هناك ستة إصلاحات تتعلق بحقوق الإنسان يجب أن تتبناها القيادة الصينية الجديدة لإرضاء الغضب الشعبي، وإظهار التزام حقيقي بسيادة القانون، هي:
1- تحرير القضاء: في نظام يمنع المواطنين من المشاركة في القرار السياسي، هناك أماكن قليلة يستطيع الذين يواجهون الظلم التعبير عن غضبهم فيها أو السعي للحصول على العدالة. وما لم يتخل الحزب الشيوعي عن السيطرة على القضاء، فلن تكون هناك آلية لحل الشكاوى. وإذا لم يستطع الناس نقل شكاواهم إلى المحكمة، فسينقلونها إلى الشارع.
2- تحرير الإعلام: تُمارس القيادة الصينية رقابة كبيرة على الإعلام، لكن على القيادة الصينية الجديدة أن تعي حاجتها إلى إعلام حُر؛ لتتمكن من ممارسة الحُكم بشكل فاعل. وهذا سيجعل الحكومة مسؤولة أكثر أمام الشعب.
3- إلغاء نظام تسجيل الأسرة: تقيِّد الأنظمة الصينية الحالية قدرة المواطن على الحصول على الخدمات العامة، مثل المدارس والصحة، في مكان ولادتهم. أي أن العمال المسجلين في الريف لا يستطيعون الحصول على هذه الخدمات في المدينة. بحلول 2011، كان حوالي 20% من الصينيين غير قادرين الحصول على هذه الخدمات بسبب هذا النظام.
4- إعادة النظر في مذبحة ساحة (تيانامن): تستطيع القيادة الصينية الجديدة أن تظهر نضوجا سياسيا كبيرا من خلال إعادة النظر في واحدة من أكثر القضايا حساسية في تاريخ الصين الحديث. مقتل عدد من المتظاهرين السلميين في 4 يونيو 1989 في ساحة (تيانامن) ما تزال جرحا نازفا في الداخل الصيني. فالتحقيق في المذبحة وتعويض أهالي الضحايا، والسماح للذين هربوا من الصين بالعودة إلى بلادهم يعطي صورة جيدة للقيادة الجديدة.
5- تحسين معاملة الأقليات: سياسة بكين في التيبت وإقليم شينجيانغ، اللتين تشكلان نصف مساحة الصين، تشكل أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان على مدى العقد الماضي. يعاني شعوب هاتين المنطقتين من قيود محكمة على ثقافاتهم ولغاتهم وتحركاتهم وأديانهم. فمن المعيب على القيادة الصينية أن يضطر 62 شخصا من التيبت إلى إحراق أنفسهم للاحتجاج على هذه السياسات، وأن يتعرض كثير من أبناء شينجيانغ من اليوغور إلى السجن لأسباب أمنية.
6- اكتساب الشرعية: تحرم الصين أبناءها من انتخابات حقيقية ودورية ومن المشاركة الرسمية في العملية السياسية. تستطيع القيادة الجديدة أن تضع نهجا جديدا تكتسب بموجبه شرعيتها من الشعب بشكل مباشر.