أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن مقاتلي تنظيم القاعدة يحاولون شن هجمات جديدة بأفغانستان، محذرا من أن محاربة الجماعة ستظل المهمة الرئيسة للولايات المتحدة في السنوات القادمة. وأضاف في تصريحات للصحفيين بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أول من أمس أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى الاحتفاظ بقوات في أفغانستان حتى بعد انتهاء المهام القتالية عام 2014 لأن القاعدة لا تزال لها اليد الطولى في البلاد وتحاول تعزيز نفوذها. وأوضح أنه يجب على الولايات المتحدة الاحتفاظ بوجود ثابت بأفغانستان لإنجاز ثلاث مهام هي استهداف الإرهابيين لمنع القاعدة من اكتساب قوة، وتدريب قوى الأمن الأفغانية، وتقديم الدعم للوحدة العسكرية الأميركية.

إلى ذلك، بحث وزيرالخارجية الأفغاني زلماي رسول مع نظيرته الباكستانية حنا رباني بإسلام أباد أمس، سبل تعزيز الجهود الرامية لإنهاء التمرد المسلح لحركة طالبان عبر التفاوض. وتأتي زيارة رسول بعد أسبوعين من إطلاق باكستان سراح تسعة من زعماء طالبان لإظهار دعمها لمفاوضات المصالحة بين كابول وحركة طالبان. وطلب رسول من باكستان الإفراج عن كافة سجناء الحركة لديها لتمهيد الطريق أمام "عملية تفاوض مستدامة". وقال في مؤتمر صحفي مع رباني "نريد عودة كافة أعضاء حركة طالبان إلى بلادهم والانضمام للعملية السياسية والقيام بدورهم في تعزيز بناء وتطوير بلادنا".

وبدورها أكدت رباني مجددا أن بلادها "ستؤيد مهما كلف الأمر عملية سلام ومصالحة بقيادة أفغانية خالصة". وقالت إن الجانبين ناقشا بالتفصيل قضايا مثل إطلاق سراح سجناء طالبان وتسهيل اتصالاتهم وسفرهم.

كما تبادل وزيرا الخارجية مسودة لاتفاق شراكة استراتيجية مقترح بين أفغانستان وباكستان لإقامة علاقات وتعاون في قضايا شائكة مثل أمن الحدود. كما اتفقا على عقد اجتماع للقادة الدينيين من الجانبين في كابول في يناير المقبل للمساعدة في إنهاء العنف.

في غضون ذلك، استهدف مهاجم انتحاري قافلة للملا نذير في وانا عاصمة وزيرستان الجنوبية مما أدى إلى إصابته وقتل 8 من حرسه الخاص، و جرح 14 آخرين في قافلته. ويعتقد أن حركة طالبان باكستان وراء الهجوم لاسيما أن نذير يترأس ميليشيا موالية للجيش في منطقة القبائل، وكان يسعى لعقد مباحثات سلام بين طالبان والجيش. كما أنه عضو رئيس بلجنة السلام التي لجأت مؤخرا لضمان مغادرة قيادات القاعدة لاسيما محاربي الأوزبك من منطقة القبائل.

ويعرف الملا نذير بعلاقاته القوية مع الملا حافظ جول بهادر و"اتحاد المجاهدين" بمنطقة القبائل. وكان قبل ذلك من المقربين لأول رئيس لحركة طالبان باكستان بيت الله محسود، لكنه اختلف معه حول عدة أمور منها الهجمات الانتحارية واستهداف الجيش والأجهزة الأمنية الباكستانية بالمنطقة. وأدت كل تلك الخلافات إلى انفصال الملا نذير عن محسود وتشكيل مجموعته الخاصة.

محاولة قتل الملا نذير له تداعياته الواسعة في منطقة القبائل ويمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية بين مختلف المجموعات المؤيدة والمعارضة للملا نذير.

على صعيد آخر، قتل ثلاثة أشخاص بغارة جوية شنتها طائرات درون دون طيار، على سيارة في منطقة "وانا". وهذا أول هجوم لطائرات درون على منطقة القبائل بعد أن توقفت الهجمات لمدة 36 يوما.

وفي وكالة مهمند قتل شخصان بانفجار لغم زرع في المنطقة. كما جرح أحد افراد الشرطة بانفجار قنبلة في "بدابير" بمدينة بشاور عاصمة إقليم خيبر بختونخواه.