بندر عبدالله السنيدي


الزواج نصف الدين، حيث يعتبر الزواج محطة من المحطات الحياتية المهمة في حياة الفرد،

بالإضافة إلى كونه السبب المباشر لتكوين الأسرة.

ولكن ما أريد الحديث عنه من خلال هذه السطور هو ما يتعلق بالشراكة النفسية، ألا وهو مشروع الزواج، هناك فتيات اقترن بشريك حياة من باب للأسرة فقط، وقد يكون ذلك الزوج يكبرها سنا، وهذا النوع من الزواجات يعود إلى العادات والتقاليد التي طغت على مثل هذا الاقتران، وفي الأغلب الأعم لا يكتب لمثل هذا الزواج إلا الفشل السريع.

أيضا قد تُجبر الفتاة على الاقتران برجل لا يجاريها عقلا ولا علماً، وقد تكون هناك فوارق أكثر من ذلك، وإنما من باب أن والدها أعطى كلمة لأحد الأقارب أو الأصدقاء حيث تستسلم الفتاة للأمر الواقع، بفعل أن والدها رأى من وجهة نظره القاصرة والتي تولدت بسبب عادات وتقاليد بالية.

كم من فتاة اقترنت بشراكة حياة من رجل مسن وفقدت أجمل أيام عمرها مع رجل كل همه أن يستمتع بما تبقى له من العمر غير عابئ بالفوارق العمرية أو الفكرية.

للأسف يرى بعض الآباء أن من حقهم إجبار بناتهم على زواج كهذا، فالتوافق النفسي والروحي بين الزوجين والتقارب الذاتي بين كليهما من عوامل نجاح الحياة الزوجية، الاختيار الصائب للشريك الذي يقوم على أساس الرغبة والمودة، وقد نهت الشريعة عن إجبار الفتاة على الزواج بأي شخص مهما كان، ما لم تتوفر القناعة التامة لها. أنا لست ضد التعدد الذي شرعه الله عز وجل، ولكني ضد إرغام الفتاة على الإقدام على زواج هي لا ترغبه، ولا توافق عليه.

إن من الشروط الشرعية للزواج رضا الزوجة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: إن تسكت" رواه البخاري ومسلم.