قبل 54 يوما من مقتله على يد مسلحين مجهولين في العاصمة اليمنية صنعاء، وتحديدا في الرابع من أكتوبر الماضي، غرد الدبلوماسي المغدور خالد العنزي على حسابه في "تويتر" والذي يحمل اسم (ابو عروبه) كناية لابنته؛ قائلا "ربي برائحة الجنة بلغني وببياض الوجه أوعدني وتحت ظل عرشك أسكني و من حيث لا أحتسب ارزقني".

هذه التغريدة تروي حكاية العنزي مع القدر الذي كان ينتظره في بلد كاليمن لا يزال يرزح تحت وطأة حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي، إذ تؤكد شقيقته أم سليمان لـ"الوطن" أن خالد قال لوالده في آخر زيارة للمملكة "بإذن الله سأكون شفيعا لك".

وكان العنزي، والذي يعمل موظفا بالملحقية العسكرية التابعة لسفارة المملكة لدى اليمن، دائما ما يؤكد لأهله في الاتصالات الهاتفية أنه قد لا يعود ليراهم مجددا. ومن كلماته التي كان يرددها على الدوام، بحسب ما ذكرت شقيقته للصحيفة "إن لم يردكم خبر أو لم أتصل بكم فاعلموا أني شهيد".

وأضافت أم سليمان في حديثها لـ"الوطن" أن والدة خالد بخير وتشعر بالفخر والاعتزاز وهي محتسبة للأجر والمثوبة من عند الله، مشيرة بأنهم استبشروا بنبأ استشهاده و كلام أشقائه عنه أثناء غسله وعلامات النور والبياض بوجهه، وهو ما هدأ الأنفس واحتسبناه فكانت رسالته وواجبه شرفا في خدمة الوطن و خدمة أهله.

وعن آخر تفاصيل الاتصالات التي أجراها معهم، قالت أم سليمان "كان حديثنا الأخير معه يخبرنا خلاله أن مدة تكليفه ستنتهي بمحرم و سيعود قريباً للوطن ولنا، وأنه طلب تمديدها بعد ذلك". وتضيف "كان دائما في اتصالاته يقول إنه مجاهد في سبيل الله وإن لم يردكم خبر و لم أتصل بكم فاعلموا أني شهيد وإن اتصلت فالحمد لله، و كأن خالد متوقع حدوث شيء له حتى رئيسه بالعمل هناك كان يطلبه أن يسكن معه أفضل من سكنه الخاص مع زميل له وكان يجيبه بأن كل شيء تمام وما يكتبه الله سيحصل".