فجعنا الخميس الثاني عشر من ذي الحجة 1433 بخبر وقوع انفجار في عاصمتنا المحبوبة على قلوب الجميع وكان المصاب جللا.. نسأل المولى العلي القدير ألا يتكرر ذلك الحدث في أي بقعة من بقاع هذا الوطن الغالي.. وما زال الجميع يتذكر معظم صور ذلك الحدث بأشكالها المختلفة والتي أوضحت حجم الدمار والخراب الذي طال البشر والممتلكات العامة والخاصة، وقد أحسنت قناة العربية بإعلان وقوع الحدث في تمام الساعة الثامنة صباحاً من ذلك اليوم, علماً أن الحدث وقع الساعة 7:31 حسب تصريح مندوب الدفاع المدني ويلاحظ هنا فارق التوقيت ما بينهما؟.. ثم توالت بعد ذلك القنوات السعودية الأخرى في نقل الخبر ابتداء من القناة الأولى والثانية والإخبارية، والحق يقال إن قناة الإخبارية أحسنت صنعاً بنقلها المتواصل والمباشر من فترة إلى أخرى للحدث ومكان وقوعه وتعليقات مراسليها من مواقع مختلفة مضيفة لها صورا حقيقية وواقعية للحادث وأحسنت صنعاً أيضاً بتصويرها الجوي لذلك, وقد كان لذلك الأثر الكبير في دحض الإشاعات المغرضة والتي تناولتها وسائل الإعلام الحديثة مثل شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر، فقد أسرعت تلك الوسائل وحال حصول الحدث بتناوله بهاشتاقات وصور متعددة داخل البعض منها أخبار كاذبة وملفقة, فشكراً للإعلام السعودي على شفافيته وسرعة تفاعله.

إلا أن هناك بعض الأمور التي نود أن نشير إليها حتى لا يمر مثل هذا الحدث مرور الكرام ونستفيد منه في المستقبل..

وحينما نقوم بجمع الصور المبعثرة للحدث من وسائل الإعلام المختلفة سواء الرسمية والأخرى التي ممكن أن نطلق عليها الغير رسمية, إلا أنها تظل من وسائل الإعلام، نخلص بتصور عام أن هناك إيجابيات وسلبيات وحينما نجمع بعض تلك الصور مع بعضها نجد أن الإيجابيات منها, هو تعامل معظم الأجهزة الحكومية المعنية بالإنقاذ بسرعة عالية مع الحدث كالهلال الأحمر والدفاع المدني والمستشفيات الحكومية وأيضاً بقية الأجهزة الأمنية الأخرى كالمرور والدوريات ومن الصور الإيجابية الأخرى ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي من طلب بشأن التبرع بالدم لضحايا الانفجار من المصابين.. ومن الصور السلبية ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر وشبكة الإنترنت من صور العبث الذي قامت به مجموعة من الشباب بالسرقة من الممتلكات الخاصة وهذا شيء مؤسف ومنظر غير حضاري اطلع عليه العموم ولا يمكن إنكاره وقد نلوم الجهات المختصة المعنية بالتحرك في مثل هذه الأحداث فالمفترض أن يفرض طوق أمني على موقع الحدث بغض النظر عن المساحة لارتداداته وبعدها فالمشاهد لتلك الصور لم يشاهد أي طوق أمني من قبل رجال الأمن في الموقع بل لم يشاهد أي شريط أصفر خاص بتطويق موقع انفجار الشاحنة والذي يعتبر مسرحا مهما لرفع الأدلة.. وهذا إن دل فإنما يدل على أنه كان هناك تباطؤ في تشكيل فريق لعمل لإدارة الأزمة في حينه.

كما أننا لم نشاهد أي متحدث رسمي يعلن أي تفاصيل, والمتعارف عليه عالمياً خلال الأزمات أن إدارة المدينة أو المنطقة في أي دولة تعتبر هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن الأحداث ابتداء بتكوين فريق الأزمة والمكون من مندوبي الإدارات المعنية مثل ( الإمارة، الشؤون الصحية، الدفاع المدني، الهلال الأحمر, المرور, الشرطة, شركة الكهرباء, الدوريات الأمنية, المهام الخاصة, شركة الغاز... إلخ) ويباشر فريق العمل هذا مهامه في موقع تلك الإدارة كما يقوم المتحدث الرسمي لتلك الإدارة بعقد المؤتمرات الصحفية للإعلام والإجابة على استفساراته.