أن تدفع 120 ألف ريال من أجل الحصول على وظيفة براتب 3500 ريال شهرياً، فيجب عليك أن تعمل 3 سنوات دون أن تأكل أو تشرب أو تلبس لكي ترد مقدم الوظيفة الـ 120 ألف ريال التي اقترضتها، وإلا لو كانت ملكاً لك لما بحثت عن تلك الوظيفة بذاك الراتب الضئيل.
لكن يوجد حل أسهل من ذلك سيمكنك من إعادة القرض والتفكير جدياً بالزواج باثنتين وامتلاك سيارة خلال أشهر هو "السرقة".
كنا تساءلنا: لماذا (هذه) الجنسية من العمالة الوافدة لدينا تسرق وتغش ويكثر ضبط مصانع الخمور في مساكنها وتمرير المكالمات وبيع الأفلام الإباحية؟ ليتنا درسنا حالتهم، وبحثنا عن الأسباب!
ولو تتبعت حالة أحدهم واطلعت عليها عن قرب لوجدت أنه يعمل لدى إحدى مؤسسات الصيانة والتنظيف التي تتعهد بنظافة المدارس أو المساجد أو المستشفيات ضمن أكثر من 100 عامل براتب شهري 350 ريالا فقط مقابل 8 ساعات عمل يومياً، ولو تعمقت أكثر لوجدت أنه دفع 12 ألف ريال من أجل الحصول على هذه الوظيفة.
وبناءً على هذا الراتب سيحتاج إلى العمل 3 سنوات لتعويض الـ 12 ألف ريال أو ردها إن كان اقترضها. بالتأكيد لن يصبر إطلاقاً، وسيبحث عن دخل آخر أو عمل إضافي، وربما يكون السرقة.
بعض المؤسسات التي تتعهد بصيانة ونظافة المساجد أو المدارس تُسرح عمالتها في أرضنا لتعمل ما تشاء بحثاً عن لقمة عيش فقط، بشرط ألا تطلب من المؤسسة تلك الـ (350) ريالا شهرياً. فيهيم (العامل) على وجهه في دهاليز الحياة يجمع المال بأي طريقة كانت. بينما تدفع المؤسسة للمدارس أو المساجد مبلغاً يسيراً (بدل) تنظيف وصيانة، فترتاح من راتب العامل وإيجار مسكنه ومتابعته، وقبل ذلك كله قبضت قيمة العقد من تلك الإدارات التي تعهدت بصيانتها ونظافتها.