يجب أن نتوقف عن مناقشة قضايانا بقانون "العاطفة"؛ لأن لغة المشاعر وقتية، وحدث هذا بشكل متكرر مع حالات مختلفة، على مستوى حقول متنوعة، وجهات خدمية متباينة، فالأمر ذاته في "الصحة" و"التعليم".. وليس انتهاء بـ"النقل" التي تشرف (كثيرا) ـ من خلال طرقها ـ على نقل الناس إلى عالم (الموت)!.
وقبل أن ننثر معاناة "طرقاتنا"، ومسلسلات "القتل" التي تحدث فيها، بإشراف مباشر من لدن "وزارة النقل"، يجب أن أخبركم بأن المملكة قد أعلنت مطلع العام عن أعلى مخصص في تاريخها لقطاع النقل بمبلغ 65 مليار ريال، بزيادة بلغت 16%، وأزيدكم من "الأرقام" قهرا، فقد أعلن وزير المالية أن جزءا من فائض الميزانية الذي أعلن عنه، والمقدر بـ386 مليار ريال، سيتم صرفه على مشاريع النقل في البلد.. وعندها قال وكيل وزارة النقل: "سيكون حافزا لتسريع المشاريع الجاري تنفيذها"..!
منذ عقود، وطوابير "الموت" تحدث بطرقاتنا بشكل مفجع، وهذا ـ بصريح العبارة ـ ناتج عن تهاون "وزارة النقل" في التعاطي مع هذه المشكلة، واستهانتها بأرواح البشر، من خلال التعاطي غير الجاد مع هذه القضية.. وفاجعة "عروس حفر الباطن"، والتي حصدت (عائلة كاملة)، بعد أن لقوا مصرعهم إثر حادث مروري على طريق (حفر الباطن ـ الدمام).. ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، في طريق يغرق بـ"التحويلات" منذ عقود، ويهدي الفواجع بالعشرات، ويقطع دابر الوصول والفرح، وهو الأمر ذاته يتكرر في طرقات الشمال الملتوية، ومنعطفات الجنوب المنسية، وكل المناطق.. بكل لغات الألم..!.
ما الذي يجب، بعيدا عن "مكياج" التصاريح "المخدرة"، واللجان (الكاذبة)، وابتسامات المسؤولين للصحف..؟! أعتقد بأنه حان الوقت لمقاضاة وزارة النقل "رسميا"، واتهامها بالتسبب الكامل في جُل الوفيات التي تحدث في طرقات البلد، وإعلان النتائج سريعا، وطرح السؤال الكبير: مَن المستفيد الحقيقي من كل هذه "المليارات"؟!. والسلام.