يعتقد بعض المبتعثين أنه بحصوله على الشهادة العلمية، حقق الإنجاز الأكبر. ورغم عظم المسؤولية، وعظم الجهد المبذول، إلا أن ذلك الإنجاز يبقى معيارياً، ويبقى في حدود المفروض والمتوقع. الإنجاز الحقيقي، يتمثل في استثمار المبتعث فرصة حصوله على المنحة الدراسية، بأقصى قدر ممكن، فالمحصلة النهائية لا يمكن اختصارها في الشهادة العلمية فقط، حيث يمكن للطالب الحصول على الشهادة من جامعات مرموقة إما في بلده الأصلي، أو بالالتحاق بجامعة خارجية عبر نظام الانتساب. من هنا، يتوجب على الطالب استغلال فرصة الدراسة في الخارج، باستثمار وقته الاستثمار الأمثل، فما تتيحه البعثة الخارجية لا يقتصر فقط على الجانب المادي، فيكفي أن الطالب لا يملك من المهام سوى الدراسة، إن كان أعزب، وإن كان متزوجاً، فهو قد تخلص من كثير من الارتباطات الاجتماعية التي تستهلك الوقت الطويل، ومن ثم فإنه يمتلك كماً من الساعات التي لا يستهان بها، يمكنه تخصيصها فقط للتحصيل العلمي.

من الأمثلة على الفعاليات والمهارات التي يمكن للمبتعث اكتسابها والاستفادة منها، تعلم الاعتماد على النفس عبر الرحلات المحلية، ورحلات الاستكشاف، وممارسة الرياضات المتنوعة التي لا يتسنى ممارستها في الموطن الأصلي لاختلاف الثقافات.

ومن الناحية العلمية، فيمكن للطالب الحصول على الدورات الإضافية، سواء كانت فيما يتعلق بالهوايات المختلفة، أو فيما يتعلق بالتخصص العلمي للطالب، أو الذهاب إلى أبعد من ذلك بأخذ دورات في مجالات أخرى بعيدة عن التخصص الأصلي لضمان استفادة أكبر.

الناحية المهمة، هي التطبيق العملي، فلو ذهب الطالب إلى أي مؤسسة في مجال تخصصه، وعرض خدماته بشكل مجاني، إن لم يتح له الحصول على مقابل مادي، وذلك لغرض أخذ الخبرة، فإن ذلك هو القيمة المضافة التي سيستفيد منها الطالب طوال مسيرته العملية المستقبلية.


 مشعل المطيري - مبتعث بأستراليا