خلافا لما كشفه نزلاء دار التربية الاجتماعية للبنين بجازان عن الأوضاع المتردية للدار، وردا على التقرير والصور التي نشرتها "الوطن" السبت الماضي؛ اتهمت وزارة الشؤون الاجتماعية على لسان ناطقها محمد العاصمي، النزلاء بـ"التعمد في إتلاف أثاث الدار"، وأنه "تم إعداد محضر بالواقعة في حينه"، الأمر الذي أغضب الأيتام ونفوه في تصريح إلى "الوطن" بالقول "نحن لا نكذب، فكراسينا السليمة منحناها لإخوتنا الصغار، وأخذنا التالفة، ووضعنا لها قوائم من بلك البناء". وتابعوا "الدار بعد نشر قصتنا، وقبل زيارة وكيل الإمارة، بعثت بعمال لحمل القديمة، فرفضنا، وأخرجناهم، فحرر محضر ضدنا، ومنعنا لاحقا من استقبال أصدقائنا".

وفيما حصلت الصحيفة على قائمة الإعاشة للدار، والتي حددت كمياتها بـ"الجرام"، ومن ضمنها "الأندومي"، قال العاصمي "إن الإعاشة تُعد طبقاً للمواصفات المعتمدة"، وهو ما قابله الأيتام بـ "نريد الطعام الذي نسمع عنه في الخارج"، مضيفين "مدير الشؤون الاجتماعية بالمنطقة يتجاهلنا، وكنا نتوقع منه أن يعاملنا كأب، إلا أننا لا نراه إلا في العيد".




اتهمت وزارة الشؤون الاجتماعية نزلاء دار الرعاية الاجتماعية في جازان بإتلاف الأثاث، الذي ظهر في الصور التي نشرتها "الوطن" في تحقيقها الصحفي السبت الماضي. وقالت الوزارة في بيان لها، إن أيتام الدار محاطون بالرعاية والعناية المتكاملة، وإن بعضهم هم الذين أتلفوا أثاث الدار. وأضافت أن جميع غرف النزلاء مزودة بوسائل الترفيه، وأن الإعاشة متوفرة لهم طبقاً للمواصفات المعتمدة من قبل الجهة المختصة بالوزارة، وتشمل كافة أنواع الوجبات والأغذية المناسبة للبيئة السعودية.

في حين، أكد الأيتام أنهم لا يكذبون وأن الأطعمة التي تقدم لهم غير مناسبة ومنها "الإندومي"، إضافة إلى غياب الصيانة ووسائل الترفيه. وكشفوا محاولة الدار تغيير أسرتهم قبل زيارة وكيل الإمارة السبت المنصرم إلا أنهم رفضوا، مؤكدين أنهم يعانون نفسيا من تجاهل مدير عام الشؤون الاجتماعية بالمنطقة سالم باصهي لهم.في حين، أكد الأيتام أنهم لا يكذبون وأن الأطعمة التي تقدم لهم غير مناسبة ومنها "الإندومي"، إضافة إلى غياب الصيانة ووسائل الترفيه الأمر الذي دفعهم إلى شراء بعض هذه الوسائل من حسابهم الخاص، مؤكدين أنهم يعانون نفسيا من تجاهل مدير عام الشؤون الاجتماعية بالمنطقة سالم باصهي لهم.كما أكدوا لـ"الوطن" أنه لا يلبي ما يرفعه مدير الدار له من احتياجات، مضيفين: كنا نتوقع منه أن يعاملنا كأب، يسأل عنا ويتفقد شؤوننا، إلا أننا لا نراه إلا في العيد، وأشاروا إلى أنهم مكثوا خلال العيد الماضي خمسة أيام في انتظار من يخرجهم للترفيه، كما طالبوا باصهي بتجهيز الصالة المخصصة للترفيه، مؤكدين أنه حتى اللحظة لم يجدوا منه أي تجاوب.

وعن الإعاشة قالوا إننا نريد أن نأكل كبقية الناس، نريد الطعام الذي نسمع عنه في الخارج.

وفي ذات السياق، حصلت "الوطن" على نسخة من جدول الإعاشة الذي تضمن وجبة "اندومي" للعشاء.

أسرة رديئة


وأشار الأيتام إلى أن الطباخ يغير نوعية الوجبات حتى تكفينا لوقت طويل فلا نطالبه بعد ذلك بوجبات أخرى، مؤكدين أنهم أبلغوا الإدارة بذلك في حينه.

وعن اتهامهم بتخريب الأسرة والأثاث، أكدوا استعدادهم لمواجهة أي مسؤول لإثبات عدم صحة ذلك الاتهام، مشيرين إلى أن السرر من نوعية رديئة جدا، لا تتحمل أي جلوس سريع عليها لعدم تحملها ثقل بعض الأيتام ممن يتصارعون ويلهون، كما يلهوا الأطفال في منازلهم. وأضافوا: منحنا أسرتنا السليمة لإخوتنا الصغار، وأخذنا منهم سررهم المكسرة التي حولناها إلى كراسي للنوم بوضع البلك تحتها، على أمل أن يتبدل الوضع.

كما أكد الأيتام أنهم فوجئوا قبيل زيارة وكيل الإمارة لهم مؤخرا بوجود عدد من العمال الذين جاؤوا لإخراج الكراسي التي يسدونها بالبلك حتى لا يراها وكيل الإمارة، مشيرين إلى أنهم رفضوا ذلك، وأخرجوا العمال من غرف نومهم. وأوضحوا أن إدارة الدار قامت بعد ذلك بكتابة محضر ضدهم.

وطالب الأيتام باصهي بدفع الفواتير التي سددوا قيمتها من حسابهم الخاص لشراء شاشة "إل سي دي"، وجهاز "ريسيفر" لمتابعة الفعاليات الرياضية. وكشفوا عن وصول تعميم بعد نشر "الوطن" تحقيقها يمنع استقبال الأيتام لأصدقائهم.

رعاية متكاملة





من جانبها، فندت وزارة الشؤون الاجتماعية ما تناولته بعض الصحف المحلية حول أوضاع الأيتام في دار التربية الاجتماعية للبنين بجازان، وما يعانونه من عدم توفر الأثاث اللازم والألعاب الترفيهية، وكل ما يخص البرامج والأنشطة بالدار، وكذلك تدني الإعاشة والكسوة وعدم توفر مغسلة ملابس بالدار.

وأكد الناطق الرسمي للوزارة محمد العاصمي أن ما تم نشره وتداوله لا يمت للواقع بصلة، حيث إن الوزارة وبمتابعة مستمرة توفر للأبناء الأيتام في جميع الدور كافة الاحتياجات والأثاث اللازم من أسرة ودواليب وجميع الضروريات، وعمل الصيانة الدورية اللازمة لها من قبل متعهد الصيانة والتشغيل، وأشار إلى أن ما تم نشره وتصويره على أنه أثاث تالف بالدار كان عبارة عن عملية تكسير وإتلاف من قبل بعض الأبناء عمدا، وأنه تم إعداد محضر بالواقعة في حينه.

أما ما ذكر بشأن عدم وجود أدوات ترفيهية بالدار، فأوضح العاصمي أنه يوجد بكل غرفة عدد من الأدوات الترفيهية، كما يوجد ملعب يزاول فيه الأبناء مختلف الألعاب الرياضية، وتجاوره صالة للنشاطات الترفيهية يمارس فيها الأبناء مختلف الألعاب الترفيهية كالتنس والبلياردو ونحوها، إضافة إلى وجود معمل للحاسب الآلي، كما تقيم الدار حفلات سمر ورحلات ترفيهية وبرامج تقدمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالاتفاق مع الوزارة.

أغذية مناسبة


أما بالنسبة للإعاشة اليومية، فقال إنها تُعد طبقاً للمواصفات المعتمدة من قبل الجهة المختصة بالوزارة، وتشمل كافة أنواع الوجبات والأغذية المناسبة للبيئة السعودية، وهي متاحة لمن يريد الاطلاع عليها، ويتم الإشراف عليها ومتابعتها بشكل يومي من قبل لجنة الإعاشة بالدار. وبخصوص مغسلة الدار، فقد تم التعاقد مع إحدى المغاسل خارج الدار، وتتم عملية غسيل الملابس واستلامها في الأوقات المحددة يومياً.

مكافآت وكسوة


وفيما يتعلق بمكافآت الأبناء الأيتام، أوضح الناطق الرسمي أن الوزارة تصرف لمن هم في المرحلة الثانوية مبلغا شهريا قدره 900 ريال لكل ابن يستلم منه 450 ريالا، ويودع باقي المبلغ في الحساب الاستثماري الخاص به، أما من هم في المرحلة المتوسطة فيصرف لكل ابن مبلغ 700 ريال يستلم منه 350 ريالا، ويودع باقي المبلغ في الحساب الاستثماري الخاص به. وفيما يتعلق بتأمين الكسوة، قال العاصمي إن هناك كسوه صيفية، وكسوة شتوية، إضافة إلى الكسوة المدرسية، توفرها الوزارة لجميع الأبناء الأيتام، وقد سبق تأمينها لكل ابن حسب رغبته في أوقاتها المحددة دون تأخير. وأشار الناطق الرسمي إلى أن الأبناء الأيتام يعدون جزءا لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع المعطاء، وهم يستحقون كل رعاية وعناية واهتمام، مؤكداً أن الوزارة لا تألو جهداً في متابعة الأيتام بالدُور الخاصة بهم في جميع أنحاء المملكة، وأنها دائماً على اطلاع ومتابعة مستمرة مع المسؤولين عن تلك الدور، لتلمس احتياجاتهم المختلفة بشكل يومي، ودعا من لديه الرغبة في الوقوف على صحة ما ذكر إلى التنسيق مع مدير الدار.

"الوطن" تكشف الأوضاع المتردية


تجدر الإشارة إلى أن "الوطن" نشرت تحقيقا السبت الماضي تحت عنوان "أيتام حائرون بين الإهمال والعذاب النفسي"، أشارت فيه إلى الأوضاع المتردية في دار الرعاية الاجتماعية بجازان وشكوى الأيتام من اتساخ الحمامات والإهمال والروائح الكريهة التي تفوح من غرف النوم نظرا لبلوغ الحالة النفسية لبعض الأيتام درجة أدت إلى التبول أثناء نومهم، وفاقم هذا الوضع عدم توفر مغاسل للملابس داخل الدار، حيث تؤخذ ملابسهم لغسلها بالخارج فينتظرون قرابة ثلاثة أيام لوصولها، مما يضطرهم لارتداء الملابس المتسخة.

ولم تقف تلك المعاناة عند هذا الحد، وإنما تجاوزته فالأسرة مكسرة ولا توجد بطانيات، ويضطر بعض الأيتام إلى المبيت في المسجد واتقاء البرد بورق الصحف، أو الأكياس البلاستيكية.

كما أشار الأيتام إلى أنهم اضطروا لتوفير وسائل الترفيه من حسابهم الخاص محتفظين بفواتير الشراء، وشكوا من عدم صرف المكافآت كاملة لهم دون أن يطلعهم أحد على مصير باقي المكافآت، بل إن عيدية خادم الحرمين للأيتام والتي صرفت لإخوانهم في جميع المناطق وقدرها 2000 ريال، لم يصلهم منها شيء، وكشفوا عن رداءة الطعام وسوء حالة المطبخ وقلة الكميات التي تصرف لهم الأمر الذي يصيبهم بالجوع مع قدوم الليل، وهم لا حيلة لهم ولا قوة.

الإمارة تتدخل


وتجاوبا مع ما نشرته "الوطن" وجه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، وكيل الإمارة الدكتور عبدالله السويد بالوقوف على واقع دار الأيتام حيث قام بزيارة الدار في اليوم التالي لنشر التحقيق الصحفي "الأحد الماضي" بهدف معالجة أوجه القصور بالدار، واستجاب السويد لرغبة الأيتام في عدم حضور مدير الشؤون الاجتماعية لهذا اللقاء حتى يتحدثوا بشفافية.

وأكد وكيل الإمارة في تصريح إلى "الوطن" خلال زيارته للدار حرص أمير المنطقة على تقديم أفضل الخدمات لهذه الفئة الغالية، وتقديم الرعاية والخدمات لهم على الوجه المطلوب، موضحا أن الزيارة تأتي للوقوف على واقع دار الأيتام والاطلاع على احتياجاتهم والعمل على تلبيتها في أسرع وقت، مضيفا أن القصور الحاصل سيعالج خلال الأيام القادمة.

وأشار السويد إلى وجود تعميد مسبق لتأمين أثاث لجميع الأيتام، موضحا أنه طالب إدارة الشؤون الاجتماعية بسرعة التنفيذ وتوفير الأثاث خلال أسبوعين كحد أقصى.