تشهد مصر اليوم مظاهرة حاشدة دعت لها التيارات المدنية وعدد من قوى الثورة، على رأسها حركة 6 إبريل، ويتقدمها رئيس حزب الدستور محمد البرادعي والمرشحان الرئاسيان السابقان عمرو موسى وحمدين صباحي، تحت شعار "للثورة شعب يحميها" للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري. إلى ذلك أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أمس إرجاء المظاهرات التي كان من المقرر تنظيمها اليوم لتأييد قرارات الرئيس المصري محمد مرسي، وقال المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة إن تأجيل المظاهرة يجيء حقناً للدماء ولضمان "عدم تقسيم البلاد".

يأتي ذلك في الوقت الذي شيعت فيه أمس جنازة الشابين جابر صلاح العضو بحركة 6 إبريل، وإسلام مسعود الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، واللذين لقيا حتفهما خلال الأحداث والتداعيات التي تلت الإعلان الدستوري.

في غضون ذلك قالت حكومة الظل الممثِّلة لشباب الثورة، "الحرب الأهلية تدق أجراسها الآن، وعلى الجميع تحمل المسؤولية دون تكبر عن التراجع أو التنازل".

في سياقٍ آخر، قال المتحدث باسم الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور محمد الصاوي "المشهد السياسي شهد محاولة لافتعال أزمة، وما يحدث الآن ونشاهده على شاشات القنوات التلفزيونية والفضائية من شحناء وبغضاء يدور في مساحة كيلو متر مربع، بينما السواد الأعظم من المصريين، لديه قدر كبير من المودة والمحبة". وأبدى دهشته من الاعتراضات الموجَّهة لعمل الجمعية، قائلا: "هي أكثر شرعية حتى من الرئيس المنتخب، لأن الرئيس انتخب مرة واحدة، بينما الجمعية جاءت بإعلان دستوري استفتي عليه الناس، ثم اختير أعضاؤها من نواب انتخبهم الشعب". وأوضح أن هناك عزما من جانب أعضاء الجمعية على الانتهاء من صياغة الدستور خلال أسبوعين، ليطرح للاستفتاء قبل نهاية العام الجاري، وتابع "هناك من يستكثر النجاح على التجربة التي بها مسحة إسلامية، فهذه الجمعية يسعى كثيرون لإفشالها، حتى يتم تصدير انطباع مفاده أن الإسلاميين فشلوا في كتابة الدستور، فيفقد المواطن ثقته بهم، ويفقدوا أرضية مع أول انتخابات برلمانية مقبلة".

من جهة أخرى، نفت مصادر أمنية بمحافظة شمال سيناء، ما تردد حول استعداد الجماعات الجهادية والتكفيرية لمهاجمة الجيش والشرطة اليوم، وقال مدير أمن شمال سيناء اللواء سميح أحمد بشادين: "ما تردد غير صحيح جملةً وتفصيلا، وهو مجرد شائعات غرضها إحداث نوع من الفوضى وعدم الاستقرار وإخافة الأهالي". وأضاف أن المحافظة شهدت تحسنا كبيرا في الوضع الأمني خلال الفترة الماضية بسبب وجود تعاون كبير بين الشرطة والجيش لحفظ الأمن والاستقرار بالمحافظة، ولا يجب الاستماع إلى الشائعات التي تهدد استقرار المواطن". من جانبه نفى منسق حركة أحرار سيناء محمد هندي، ما نشر على لسانه من أن عناصر تكفيرية وجهادية ستهاجم المحافظة، وقال: "لا علاقة لي بهذا الأمر لا من قريب أو بعيد، بل إنني أطالب أجهزة الدولة بالحرص على أمن واستقرار المنطقة وتعزيزها بقوات من الجيش والشرطة والقضاء على كافة البؤر الإجرامية وتأمين حدودنا ومراقبة الأنفاق".