شاع في السنوات القليلة الماضية مصطلح "ريادة الأعمال"، وهي المشاريع المبتكرة التي تعتمد على وجود "رائد الأعمال"، وهو ذلك الشخص الذي لديه الشغف والرغبة والإدارة لتحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى مشروع تجاري ناجح.

وعلى الرغم من أن الفكرة قديمة اقتصاديا، إلا أنها تبدو وكأنها جديدة على المشهد السعودي، إذ لا تزال تحظى بزخم إعلامي متضخم، ترافق ذلك مع ظهور متواصل لنجوم مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يروجون لريادة الأعمال، ويدفعون الشباب نحو خوض غمارها، واتخاذ القرار الحاسم بالتحوّل من موظف إلى رب عمل!.

ولكن وللأسف ورغم بريق "ريادة الأعمال"، وروعة الحديث عنها، إلا أن ذلك لم يترافق مع تطور إجراءات تراخيص المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، واستمرار غياب الدعم التمويلي والاستشاري لتلكم المشاريع، مما يجعل "رائد الأعمال" يصاب بخيبة أمل مبكرة حينما يستقيل من عمله، ويكتشف أن واقع سوق العمل ليس بالسهولة التي كان الجميع يتحدث عنها، وأن العروض التقديمية ومحاضرات الترويج لا تعدو أن تكون مجرد تحفيز للعمل واتخاذ قرار المبادرة.

والأسوأ من ذلك أن يكتشف أن معظم الجهات الحكومية والمؤسسات غير الربحية التي من المفترض أن تدعم "رواد الأعمال"، مثل "صندوق المئوية" و"معهد ريارة الأعمال الوطني" و"صندوق دعم الموارد البشرية"، هي مجرد وعود إعلامية مبهجة، لكنها كلها متخمة بشروط صعبة، وإجراءات معقدة.

خلاصة الحديث: قبل أن تتهور وتصبح "رائد أعمال"، تأكد من كل شيء، ولا تصدق الوعود الصحفية، والأهم أن تكون مستعدا للكثير من غير المتوقع وغير السعيد أيضا.