مطفوق: اسمع حبيبي مع كل تشربنا لتعاليمنا الداعية للمساواة "كلكم لآدم وآدم من تراب" إلا أنها أحاديث نبوية تظل ضمن محفوظاتنا المثالية، وأحس أنه لا زال فينا جاهلية وفينا عنصرية ولدينا طبقية.

أنا: معك حق.. لكن الأمر ليس بهذا السوء أو بهذا السواد.

مطفوق: ياهو أنت إنسان توفيقي تقوللي معك حق ثم تقول ولكن.. شوف المسألة واضحة ورائحتها المنتنة تفوح في دهاليز المجتمع ولا تقتضي المداهنة واللاكن!!!

أنا: إيه بس.. القيمة والرفعة عندنا للتقوى وليس للعرق والأصل.

مطفوق: هذه الرفعة والقيمة محفوظة للمتقين عند ربهم، لكنها تختلف في المجتمع وبين الناس، فهناك فرق بين الأزرق والأخضر.

أنا: هذي بعد وش هي. أزرق وأخضر.. هل تتكلم عن عنصرية الأندية والجماهير، تقصد الهلال والأهلي مثلاً أو منتخب السعودية والكويت؟!

مطفوق: ياخوي بلاش بهللة، وش جاب طاري الكورة؟ أقصد أن "المجتمع يتوازعه عرقين أو لونين أو طبقتين، واحدة تمديدات دماؤها زرقاء وبالتالي صار عندها فوقية عزلت بها نفسها واختصت لنفسها ولنفس حاملي فصيلة هذا الدم الالتقاء في الحسب والنسب والتصاهر"، وأغلقوا مواصير الالتقاء والتخالط مع الطبقة الأخرى التي يسري الدم الأخضر في عروقها.

أنا: لكن يا مطفوق هذا كله مجرد أضغاث ووساوس، وإلا فإن الدم البشري مسلكه واحد وفصائله مشتركة بين البشر مهما شرقوا وغربوا، ومهما اختلفت لغاتهم وألسنتهم.

مطفوق: ياخوي عارفين هالكلام.. بس تراه كلام ماله أصل في الواقع، وبعدين ترى المجتمعات في حال ضعفها واتكاليتها وعندما يصيبها الوهن والخور فإن شريحة منها تنكفئ على نفسها وتشكل دوائر عائلية أو قبلية مغلقة، ثم تنزع من باب الحفاظ على الجنس إلى قصر التزاوج في هذه الدائرة الضيقة، ثم تكبر القضية لتصبح بعد ذلك قاعدة وعرفا لا يجوز الخروج عليه، وهكذا تحدث العزلة بداية ثم يحدث التقسيم بعد ذلك، بحيث تنشأ في المجتمع كتلة يجمعها عرف وعادة عدم تزويج الغير، ثم بعد مرور سنوات يتم التورط في هذا العرف غير المنطقي، فيكون التبرير لمن يأتي ويسأل عن سبب هذا التمييز! فيقال إن عدم التزاوج مع الغير إنما هو بسبب أننا طبقة أعلى وجنس أرقى، وهذا طبعا كله محض "هلس" وكذب، لكن كان لا بد من سبب يرضي الغرور البشري ويبرر العجز عن عدم القدرة على كسر هذا التقليد البائد.

أنا: طيب ويـن دور الدعـاة في هذا الأمر، وخاصة أن هذا الأمـر ليس من الدين في شيء، بل هو خلافه؟

مطفوق: الدعاة أكثرهم يتوسدون قاعدة "سد الذرائع" وباب "سددوا وقاربوا"..

أنا: طيب يا مطفوق بصراحة ما أدري أنت وش انت؟! أقصد أنت أزرق والا أخضر؟

مطفوق: أنا يا سيدي العزيز "أخضق"!!