وقف العرب مع "الألم" السوري، وقدموا الثوار ممثلين للشعب السوري في القمة العربية التي انطلقت أمس في الدوحة، بعدما يئسوا من النظام الحاكم الذي ماطل عامين في إيقاف آلة الحرب التي رفعها على رأس شعبه لأن فتيانا كتبوا على الجدران "جاك الدور يا دكتور" إشارة إلى الربيع العربي الذي بدأ في تونس ثم مصر ثم ليبيا قبل أن ينقلب خريفا على السوريين ويحصد أرواحهم.

كان في مشهد دخول رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب إلى مقر انعقاد القمة العربية.. رسالة عظيمة من العرب إلى رئيس النظام السوري ومن بقي معه مفادها "ارحل يا بشار".. وكان في مشهد تصفيق الحكام العرب والوفود لدخول الثوار إلى القاعة انتصار لسورية على السفاح.

على غير العادات الدبلوماسية قال الخطيب معاذ كلمة الشعب السوري الذي يسعى للحرية دون مساس بالوحدة الوطنية التي دأب النظام على شقها بعصا الطائفية والعنصرية، وقال الخطيب كلمة الشعوب العربية بنبرة الشجاع المتألم على شعب يسفك دمه يوميا وتخرب دياره صباح مساء.

لأول مرة تكون القمة العربية آسرة للأنظار وحابسة للأنفاس قبل أن تبدأ وأثناء انعقادها لأنها عايشت الواقع بمرارته وألمه.. فكانت الكاميرات تنقل وقفة العرب لمساندة الثوار في معركتهم ضد النظام المستبد.

في كلمة معاذ الخطيب تفنيد لكثير من الشائعات التي تسعى لتفرقة العرب بتهم تلصق لهذه الدولة أو تلك، فبهما ابتدأ الخطيب الشكر والتقدير ثم مر على البقية.

قبل يومين؛ تألم العرب لإصابة قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد الذي فقد ساقه وتناقل العرب صورته وهو ينظر إلى بقايا رجله بشجاعة لن يتوقف من يحملها دون النصر أو الشهادة، وهي ليست غريبة على الأسعد الذي فقد 13 فردا من عائلته في مجزرة نفذها النظام السوري قبل فترة.

وأمس؛ فرح العرب بانضمام ثوار سورية إلى قيادات العرب ليمثلوا الشعب السوري بدلا من نظام لا يزال متمسكا بالكرسي على حساب الدم السوري.

(بين قوسين)

نصيحة الخطيب لقادة العالم العربي.. نصيحة مجرب ومتألم.. وتشخيص معايشة لحاجات الشعوب مما يسمى بـ"الربيع العربي".