مع كل فكرة تخطر على بال أية دولة باقتناء السلاح النووي أن تتذكر ما حل بالمدينتين اليابانيتين، هيروشيما في السادس ، من أغسطس 1945 وناكازاكي بعد ثلاثة أيام. عدو للبشرية كل من يسعى إلى مثل هذا السلاح، حتى ولو تحت شعارات علمية. يكفي أن نعرف أن القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، واسمها "ليتل بوي" أو "الصبي الصغير"، كانت بالمقاييس الحديثة تعتبر لعبة، ولكن هذه اللعبة قتلت آلاف الأشخاص بثوان معدودة، وأودت بحياة 140 ألف شخص بعد ستة أشهر. مصدر القنبلة كانت الولايات المتحدة التي انتقمت من اليابان، بعد قصف تعرض له ميناء بيرل هاربر الأمريكي، عام 1941 الذي كان السبب المباشر في دخول أمريكا الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء. كانت قنبلة هيروشيما أول قنبلة ذرية تستخدم، ومع أنها كانت سببا لوقف الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على قوى المحور، إلا أنها كانت كارثية على البشرية، وأصبحت كل دولة تسعى إلى امتلاك مثل هذا السلاح لتحمي نفسها، أو لتبتز الآخرين. والأمم المتحدة التي كانت وليدة من انتصر في الحرب الثانية، كانت غير منصفة، سمحت للمنتصرين امتلاك هذا السلاح وحرمته على المنهزمين، مما شكل عقدة نقص دولية بدأت ملامحها تظهر في الكثير من المواقع والأمكنة، وستظهر لاحقا إذا لم يصبح العالم خاليا من هذا السلاح الفتاك.