للمرة الأولى، استعانت قيادة الإخلاء الطبي الميداني في مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الأحساء مساء أول من أمس بـ "عربة إسعاف قطارات الركاب" في محطة الهفوف للمشاركة في نقل 8 مصابين بينهم امرأة حامل من مركز صحي خريص "160 كيلو مترا من الهفوف" إلى المستشفيات المرجعية المتخصصة في صحة الأحساء، إثر تعرضهم لحادث تصادم سيارتين، أسفر عن وفاة سيدة وإصابة 8 آخرين بإصابات متفرقة (6 خليجيين، وسعوديين).
وأوضح مساعد مدير الشؤون الصحية في الأحساء للصحة العامة، قائد الإخلاء الطبي الميداني في الأحساء الدكتور زكي العبداللطيف لـ "الوطن"، أن هذه الرحلة هي الأولى من نوعها، التي تستعين فيها إدارته بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وهي تأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية بين إدارته والجهات الحكومية الأخرى، مبيناً أن إدارته تلقت بلاغاً بوقوع الحادث، فأعلنت حالة الطوارئ في مركز صحي خريص لاستقبال المصابين بعد توجيه فرق إسعافية تابعة للمركز الصحية وهيئة الهلال الأحمر السعودي في خريص، وأضاف أنه تم تأمين العلاج والإسعافات الأولية للمصابين في المركز الصحي.
وفي الوقت ذاته جرى التنسيق مع العمليات المركزية في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لتشغيل عربة "الإسعاف"، وهو ما تم بالفعل من خلال الاستجابة السريعة، حيث تحركت عربة "الإسعاف" وبها 6 فرق طبية لمباشرة نقل المصابين في العربة وعلاجهم. وأضاف العبداللطيف أن العربة مجهزة بـ 12 سريرا طبيا وبها كافة التجهيزات الفنية، فيما اصطحبت تلك الفرق الطبية كافة المستلزمات الطبية. وعزا أسباب استدعاء "عربة الإسعاف" لنقل المصابين إلى الشراكة الاستراتيجية بين الإدارتين، وكذلك لهطول الأمطار الذي تزامن مع وقت وقوع الحادث إلى جانب ارتفاع أعداد المصابين، والذي يستلزم تحريك 8 سيارات إسعاف في ظروف مناخية صعبة على الطريق، وضمان وصول المصابين في أسرع وقت إلى المستشفيات المرجعية المتخصصة في الأحساء.
وذكر أن تلك الخطوة ساهمت في اختصار المسافة، وتقليص فترة نقل المصابين من خريص إلى مستشفى الملك فهد في الهفوف الذي استقبل جميع الحالات خلال 90 دقيقة، مشيراً إلى أن المصابين حالتهم الصحية مستقرة، ومنومون في غرف العناية المركزة وغرف التنويم المتوسطة.
إلى ذلك أبان مدير العلاقات العامة والإعلام الصحي التوعوي، المتحدث الرسمي باسم صحة الأحساء إبراهيم الحجي، أن تلك الخطوة تأتي لتفتح ملف دراسة الاستفادة من هذه الوسيلة لنقل الحالات الإسعافية في ظروف معينة وبآليات محددة وسياسات وإجراءات منظمة لها في المستقبل، لتعزيز التكامل والتعاون بين الجهات الحكومية المختلفة لخدمة المجتمع بشكل أفضل ووصول الخدمات الإسعافية بجودة عالية وسرعة فعالة للمستفيدين.