يحذر أخصائي في علاج الأسنان وعمليات التجميل من الآثار الجانبية الضارة التي تنجم عن تبييض الأسنان عبر الوسائل المتنوعة التي تعتمدها عيادات التجميل وأطباء الأسنان، والتي يأتي على رأسها استخدام تقنية "الليزر". ويعتبر استخدام هذه التقنية في تبييض الأسنان المتفلورة أو التي تحتوي بقع الفلور المترسبة من الأخطاء الشائعة والضارة جدا والتي يقع فيها الكثير من الأطباء والمرضى، خاصة وأن استخدام تقنية "الليزر" مع هذه النوعية من الأسنان لا يساهم في إزالة البقع والترسبات، فضلا عن أنها تضر بالأسنان الحساسة.
وفي الآونة الأخيرة، أصبح الحصول على ابتسامة جذابة عن طريق استخدام تبييض الأسنان بالليزر يحظى باهتمام كبير من قبل الكثير من السيدات، فيما يجده أطباء الأسنان مربحا، وفي الوقت ذاته تغيب أو تغيّب الكثير من العيادات الآثار الجانبية لمثل هذه العمليات عن المراجعين.
تقول مريم العنزي "لجأت إلى التبييض بالليزر كونه الأسرع في نتيجة التبييض، لكن في البداية لم يكن لدي معرفة كاملة بالآثار الجانبية الضارة ومدى تأثيرها على الجنين مما تسبب بإسقاط جنيني في الشهر الخامس.
وأضافت الهنوف العطوي "اعتدت على تبييض أسناني كل سنة بالليزر لأني من مدمني شرب القهوة والشاي وهذا ما يفقد أسناني بياضها، كما أنه يؤثر سلبا على أنسجة اللثة ويضعف طبقة المينا فيها.
وأشارت ريم القحطاني إلى أن "ظهور الليزر في مجال طب الأسنان والتبييض أزال هاجس الخوف والرهبة لديها من مراجعة عيادة طب الأسنان للعناية بأسنانها ومنحها مظهرا جميلا وبياضا متألقا، باعتبار تقنية الليزر أقل ألما مقارنه بـ"الأنواع" الأخرى، فضلا عن أنها تعتبر حلا جذريا وسريعا في معظم الحالات، أما درجة البياض فيحددها الأخصائي استنادا إلى مدى تحمل الأسنان وقوتها وغيرها من العوامل الأخرى مثل: لون البشرة والعمر.
من جانبه ذكر ماجد الحويطي أخصائي صحة فم وأسنان بقوات الأمن الخاصة إنه "لا ينصح باستخدام تقنية "الليزر" في علاج حالات الأسنان المتفلورة، أي التي تحتوي على بقع الفلور المترسبة على الأسنان، لأنها لن تزيل البقع كاملة. مضيفا أنه لا ينصح باستخدام "الليزر" في علاج وتجميل الأسنان الحساسة، لأنه قد يزيد من حساسية الأسنان ويضعفها، كما أنه لا ينصح كذلك باللجوء إلى العلاج بالليزر في حالة وجود الكثير من التسوس في الأسنان الأمامية، مضيفا أنه لا ينصح كذلك باستخدام الليزر في علاج أسنان السيدات الحوامل أو الأطفال، وذلك لقرب العصب من الطبقة الخارجية.
وأضاف الحويطي أن تقنية "الليزر" تتمتع بفوائد ومميزات عديدة عن غيرها من تقنيات التبييض الأخرى، والتي من أبرزها: السرعة في تحقيق النتائج المرجوة، حيث إن النتيجة فورية ولا تحتاج جلسات متعددة والنتيجة قوية، حيث إن التبييض بالليزر يعطي بياضا أكثر من الأنواع الأخرى، كذلك القدرة على التحكم في درجة البياض المطلوبة تبعا للسن مقارنة بباقي الأسنان.
أما عن التأثيرات الجانبيه، فقال إنها تشمل أضرارا موضعية مثل إضعاف طبقة المينا الخارجية وتحويلها إلى طبقة هشة سهلة التسوس والخدش، بالإضافة إلى إحداث أضرار عامة مثل التأثير على جنين الحامل لأن أشعة الليزر المتشتتة قد تؤدي إلى تدمير الأنسجة الحساسة مثل أنسجة الجنين وحتى في بعض الحالات اللثة. مشيراً إلى أن التبييض بالليزر لا يقلل الآلام والنزف والعدوى البكتيرية، بل بالعكس قد يدمر أنسجة اللثة إن لم يستخدم الطبيب الطريقة الصحيحة.
وشدد على أهمية إطالة عمر التبييض من خلال المداومة على تنظيف الأسنان، لافتا إلى أن الأسنان قد تحتفظ ببياضها لمدة سنة أو أكثر قليلا، لكنها تقل عند الأشخاص المدخنين أو المكثرين من شرب القهوة والشاي. وقد يساعد الليزر في اكتشاف التسوس في مراحله الأولى حيث تظهر منطقة التسوس أدكن وأغمق مما حولها ولكنها طريقة غير متبعة في كشف التسوس عادة.
وذكر الدكتور الحويطي بالمقولة الشهيرة "صحيح الفم، صحيح البدن والنفس"، وقال إنها جملة صحيحة مائة في المائة، وذلك طبقا للأدلة العلمية، فالمحافظة على صحة الفم والأسنان لا تعني فقط الاحتفاظ بابتسامة بيضاء جذابة ومشرقة، بل يتعدى الأمر ذلك إلى الكثير من الفوائد المتعلقة بالصحة البدنية والنفسية، مثل تحسين حالة الصحة العامة، والحالة المعنوية للشخص، والإقلال من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة، من بينها أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية والتهابات الكلى والمفاصل وأجزاء أخرى من الجسم، بالإضافة إلى القدرة على الاحتفاظ بذاكرة قوية خلال سنوات العمر الذهبية والمزيد من ضبط السكري والوقاية من ولادة طفل قليل الوزن والولادة المبكرة.