لم يكن مؤتمر عرب نت ملتقى يجمع مجموعة من الشباب والفتيات فقط، بل كان حاضنة للإبداع ومحرضا رئيسا لخلق الأفكار بجميع أنواعها التسويقية والإبداعية والاجتماعية، ليصبح المحور المهني لرجال الأعمال في العالم الرقمي، إذ تحدث الجميع من خلال الجلسات وورش العمل والكلمات المطروحة عن تنمية قطاعي الإنترنت والهواتف المتنقلة في العالم العربي، ومناقشة أحدث الاتجاهات والفرص التي ينتهزها الشباب والفتيات على حد سواء للوصول إلى القمة وبناء جسور الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وليس في المملكة فقط.

ولم يكن المؤتمر عارضا فقط للأفكار بل لدعم الفرص الجديدة لعمل الشباب في العالم العربي، كما نظم مسابقة تنافسية تعتبر الأولى من نوعها واشتركت فيها خمس دول هي "السعودية، لبنان، الأردن، مصر، الإمارات" وبعد أربع جولات حاسمة، احتكر الشباب السعودي المراكز الأربعة الأولى بعد أن اشترك فيها أكثر من 100 متسابق انتهت بعد التصفية إلى 12 متسابقا كانت الغلبة فيها للسعودية.

ولم يكن المؤتمر حصراً على فئة الشباب فقط بل كان وجود حصة الشمران ودنى السياري دليلا على أن الفتاة السعودية يمكنها الولوج إلى هذا العالم ولو كانت الأفكار بسيطة ففكرة "القرطاسية صديقة البيئة" التي وضعتها الفتاتان الجامعيتان بسيطة، إلا أنها وجدت إقبالا واسعا من التشجيع، وتقول دنى أنهن ما زلن في البداية ويحتجن فقط إلى الدعم المادي أو تبني أفكارهن من قبل مستثمرين ليصلن إلى طموحهن كونهن يسعين إلى توفير منتجات ذات جودة عالية من أعمال يدوية خاصة بهن أو توريد القرطاسية من بعض دول العالم.

وأوضح سعد صالح الخضيري صاحب شبكة أبو نواف لـ"الوطن" أن الإعلام الجديد بدأ في الانتشار عام 2010 من خلال المواقع الاجتماعية خصوصاً موقع اليوتيوب، ولكنها كانت بشكل مبسط جداً ولم تجد النجاح كونها لم تظهر في الوقت المناسب في تلك الفترة، وبعد 8 أشهر بدأت برامج اليوتيوب بالتزايد حتى وصلت إلى 50 برنامجا، وكان السبب الحقيقي لانتشارها هو تويتر في منتصف 2011 ، بعد دخول أغلب الشباب السعودي للتسويق لبرامجهم عبر المواقع الاجتماعية، مؤكداً أن بدايات هذه البرامج تنتهج منهج النقد دون التطلع إلى الإيجابيات الموجودة وأغلب هؤلاء الشباب كانوا يطرحون الانتقادات دون الحلول أو وضع الأفكار الإيجابية لحلها، بينما اختلف الحال في الوقت الحالي إذ أصبحت أكثر البرامج نجاحاً هي التي تسلط الضوء على الإيجابية والسلبية على حد سواء؛ كونها أكثر نضجاً، ولجأ أكثرهم في الوقت الحالي إلى تخصيص البرامج للوصول إلى الجدية في الطرح.

وأشار الخضيري إلى أن قلة دخول المرأة في هذا المجال قليل بسبب تخوف الفتاة من الدخول لهذا العالم، بينما قال عبد العزيز الشعلان وهو من المهتمين في وسائل الإعلام الاجتماعية وأكثر شخصية سعودية مؤثرة في تويتر أنه ضد مصطلح الإعلام الجديد الذي لا يرى أي فرق بينه وبين الإعلام بشكل عام، مشيراً إلى أن المواقع الاجتماعية أداة خلقت فرصا جديدة وابتكارية للشباب بشكل عام وإعطائهم فرصة لإبراز أعمالهم، وأصبحت مؤثرا قويا للتنافس لأنها قللت الكثير من الأعباء المادية التي كانت سببا في تأخر بعض المشاريع الشبابية؛ فالشاب يمكنه من خلال تويتر أن يسوق لمنتجاته وأفكاره مجاناً ليصل إلى التأثير الإيجابي لهم، ويسرع من النقلة الاقتصادية لهم؛ حيث أصبح التعرف على الشباب الأكثر تفاعلا ونشاطا واحترافية بكل سهولة للتواصل معهم للعمل في الشركات، كما حدث معه لخلق فرص عمل جديدة لهم، مؤكداً أن الأفكار لا تحتكر لفئة معينة إذ يمكن ذلك للشباب والفتيات بشكل عام؛ رغم أن الفتيات لم يجدن من يسلط عليهن الضوء من الإعلام، وقال إن هناك الكثير من المشاريع النسائية الناجحة، موضحاً أن الشبكات الاجتماعية كان لها تأثير اقتصادي قوي من خلال المشاريع التي انطلقت من خلالها.