قبل ثلاثة عقود شاركت المملكة لأول مرة في معرض "إكسبو Expo الدولي" وهو الملتقى العالمي الضخم الذي يعرف نفسه بأنه: "المعرض العظيم لمنتجات صناعة العالم" بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الدولية، والتبادل الثقافي، وتسليط الضوء على المكتشفات التقنية.
هذا المعرض الضخم والفريد من نوعه، والذي بدأ خجولا في "لندن" عام 1851، تحول إلى تجمع دولي لعرض منتجات وثقافات الدول، ومناقشة المستجدات الدولية في الاقتصاد والبيئة والثقافة وغيرها، كما أنه أضحى محفزا للتجارة الدولية، دون إغفال أثره الاقتصادي والثفافي والاجتماعي الكبير على المدينة المضيفة، خصوصا التركات القيمة من مبان ومعارض وصفقات اقتصادية، حيث من المثير أن نعلم أن كثيرا من معالم العالم الشهيرة أنشئت بسبب هذا المعرض، مثل برج "إيفل"، والذي بني خلال دورة المعرض في باريس عام 1889، أو حديقة الشاي اليابانية في "سان فرانسيسكو" عام 1894، وكذلك برج اتصالات مدينة "سياتل" عام 1962، والقائمة طويلة.
حاليا لا يتجاوز حضور المملكة سوى المشاركة في المعرض، التي تتأرجح بين مشاركة رائعة كما حدث في "شنغهاي" الصينية عام 2010، أو مشاركة خجولة كما في "ناغويا" اليابانية 2007، بينما تصارع حاليا شقيقتنا "دبي" خمس مدن بالعالم على استضافة دورة العام 2020، ألا تستحق "جدة" أن تنضم إلى قائمة مدن العالم التي حظيت بشرف استضافة هذه التظاهرة العالمية، وبالذات الدورة بعد القادمة من المعرض عام 2025، وهي المدينة السعودية الأجمل، بموقعها الجغرافي المميز، وتنوعها الثقافي والاجتماعي..؟
أعتقد أنها تستحق ذلك وبجدارة، والكرة الآن بملعب غرفتها التجارية والصناعية ومجمل رجال وسيدات جدة.