في خرق لاتفاق التهدئة الذي تم توقيعه بين إسرائيل وحركة حماس بالقاهرة، قامت قوات الاحتلال بقتل مواطن فلسطيني وإصابة 16 آخرين بإطلاق نار على مزارعين على السياج الحدودي شرق خانيونس، جنوب قطاع غزة. كما شنَّت حملة اعتقالات واسعة في صفوف القياديين ونواب المجلس التشريعي من الحركة في الضفة الغربية. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن جنود الاحتلال المتركزين على السياج الحدودي، أطلقوا النار باتجاه المزارعين الذين كانوا يتفقدون أراضيهم المحاذية للسياج الحدودي، مما أدى إلى استشهاد المواطن أنور عبد الهادي قديح (21) عاماً وإصابة 16 آخرين بجروح. يأتي هذا الخرق الجديد بعد أن كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على السياج الحدودي قد أصابت فلسطينيين آخرين لدى إطلاقها النار على مسيرة سلمية شرق خانونس خرجت ابتهاجاً بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن اعتقال نواب المجلس التشريعي يشكِّل بحد ذاته إفلاساً سياسياً ومعنوياً لحكومة الاحتلال، محذراً من انفجار الوضع. وأضاف في بيان "هذه الحملات التي تقوم بها حكومة الاحتلال محاولة لاستعادة جزء من هيبتها التي فقدتها أثناء العدوان على قطاع غزة، مع اقتراب موعد الانتخابات، كما أنها رسالة تهديد للقيادة الفلسطينية بسبب توجهها للأمم المتحدة للحصول على مكانة دولة غير عضو".

من جهة ثانية قالت مصادر صحفية عبرية إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حذَّرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتخاذ إجراءات مشدَّدة ضد فلسطين بسبب توجّهها إلى الأمم المتحدة لأن ذلك قد يؤدي إلى انهيار السلطة. وأضافت صحيفة (هآرتس) أن كلينتون أثارت الموضوع مع نتنياهو ووزيري الدفاع أيهود باراك والخارجية أفيغدور ليبرمان خلال زيارتها الأخيرة لتل أبيب. وقالت "الرسالة الأميركية إلى إسرائيل كانت عدم اتخاذ أي خطوات لا يمكن التراجع عنها والتصرف بحكمة في اليوم الذي يلي التصويت. لأن أية إجراءات عقابية سيكون من شأنها فقط إضعاف السلطة، وهو ما لن يكون بصالح إسرائيل، كما حذرت من أن إلغاء اتفاق أوسلو أو تجميد تحويل الأموال ستكون له عواقب خطيرة بما في ذلك إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية". وتوقعت الصحيفة أن يحصل الطلب الفلسطيني على تأييد 150 من أصل 193 دولة في الأمم المتحدة وأضافت "إسرائيل قلقة بشكلٍ خاص من أن نجاح المسعى الفلسطيني سيمكنهم من طلب عضوية المحكمة الجنائية الدولية، وتقديم قضايا ضدها بسبب البناء الاستيطاني".

وفي سياق متصل فرضت قوات الاحتلال أمس قيوداً مشدَّدة على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة حيث منعت من هم دون سن أربعين عاما من سكان القدس وجميع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة كما نشرت قوات كبيرة في المدينة.