اعتبر مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار علمائها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الاعتصامات والمسيرات "عملٌ ضال"، وحذّر في الوقت عينه أبناء منطقة الخليج، من تبادل الآراء في شكلها غير الصحيح، وطالب بأن يكون تبادل الآراء عبر القنوات السلمية الصحيحة.
ودعا مفتي عام المملكة أبناء دول الخليج العربي بتوحيد الكلمة وطاعة ولي الأمر، وطالبهم بعدم الانجراف خلف الدعوات التي تسعى إلى انتشار الاعتصامات والمظاهرات.
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، في خطبة أمس الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، "إن الخليج العربي يتعرض إلى هجمة تسعى للنيل من الدين، والقضاء على المصالح المادية والثروات التي يحتويها".
وحذر آل الشيخ من الانقياد للآراء التي يحملها العدو للخليج العربي، وأن يتمكن من وصفه بـ"العدو" أن "يُملي عليكم ضرورة قيام المعارضات والمظاهرات والاعتصامات التي تحقق هدفه". وتابع قائلاً: "إنها دعوات ضالة ومفسدة، أيها المجتمع الخليجي اتقوا الله في مجتمعكم وتدبروا في الدول التي حولكم، وما أن تلك المظاهرات دمرت البلاد وشردت المواطنين وانهارت بالتالي اقتصادياتهم".
وقال "إن العدو يريد أن يساوم على أمن واستقرار ولحمة أبناء الخليج، وأنهم يسعون إلى تفريق الشمل والقضاء على الأمة وكياناتها، وإن من ما يجب الاهتمام به في الوقت الراهن هو الأمن الفكري مع الحرص على بثه في المجتمع".
وأكد مفتي عام المملكة، أن الوقت الحالي يشهد تعددا في وسائل الاتصالات والقنوات الفضائية التي تبث الشر والشرك والتكفير والإرهاب وأنواع الإجرام، مهيباً بعموم المسلمين أن يحصنوا أبناءهم ضد تلك الوسائل الهدامة. ودعا آل الشيخ، ملاك القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المضللة أن يتقوا الله وأن يسخروها في ما ينفع الأمن وتجلب الخير، ولا تبث الآراء الفاسدة أو الفكر المنحرف، أواستضافة شخصيات معروفة بعدائها للأمة. وتناول مفتي عام المملكة خلال خطبته، أسباب دعائم الأمن والمحافظة عليه، مع ضرورة أن تكون "طاعة ولاة الأمر في طاعة الله، واجتماع الكلمة وتوحيد الصف، والسمع والطاعة بالمعروف". وتابع قائلاً "إن في طاعة ولاة الأمرأمن على الناس في دينهم وأعراضهم وسلامة مجتمعهم من الفوضى والاضطراب".
وقال: "إن المجتمعات البشرية تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار وتضع القوانين والنظم لتحقيق ذلك الهدف، لكن تلك القوانين والنظم مهما بلغت من قوة السلطان إلا أنها لا تستطيع تحقيق الأمن الشامل للمجتمع، وإنما يحقق ذلك نظام الإسلام الذي جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم".
وأكد أن إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مقومات الأمن في المجتمعات، مشيراُ إلى أن تلك الشعيرة "أمنٌ للمجتمع وللأموال والأعراض"، كونها تسعى إلى نشر الفضيلة وتقضي على الرذيلة".