إن أكبر السلبيات التي تعاني منها الدراما المحلية هي غياب الكتاب والمؤلفين، ولعل أبرز دليل على ذلك هو أن مسلسلاتنا ما زالت تنتهج موضة المسلسل الكوميدي الشهير "طاش ما طاش"، الذي بدأ بمناقشة بعض القضايا والسلبيات التي يعاني منها المجتمع. ومع نهاية حقبة "طاش" بعد صدور حكم قضائي يمنع استخدام هذا الاسم، لا بد أن نبحث عن مخرج جديد يطور الدراما المحلية التي لا ترقى لمسمى "دراما" أصلا! خاصة أن هذه الدراما ما زالت تقوم على "ورش النصوص" وأفكار من هنا وهناك وحلقات منفصلة الغرض منها التركيز على بعض القضايا التي تحدث خلال العام بأسلوب ساخر ونقلها إلى المشاهدين!

بالفعل مللنا من "السخرية". أصبحنا نجدها في المسلسلات وفي "يوتيوب" وفي كافة وسائل الاتصال ومواقع التواصل!

ما زلنا نعيش حقبة "طاش"؛ فمسلسلات كثيرة ظهرت بعد هذا المسلسل كلها تقلده وتمشي على نفس دربه، وغفلنا عن قصص كثيرة تحدث يوميا في المجتمع. وللأسف استغل الكثير من المنتجين هذه الكوميديا السوداء لترويج مسلسلاتهم وأعمالهم هنا وهناك، حتى عرضت على تلفزيونات خليجية وعربية مع أن بعضها لم يكن له أي هدف ودون معنى وخال من الحبكة الدرامية الجيدة! أما تراجيديا، فالفشل ذريع؛ مجرد قصص مبتذلة ومكررة ومبالغ فيها، تلعب على وتر كسر "الخصوصية".

وما زال هناك من يلوم بعض القنوات العربية التي تعرض المسلسلات التركية والكورية والهندية، ولا تلام هذه الفضائيات لأنها تبحث عما يلهم المشاهدين ولو بقصة حب لا نجدها في مسلسل خليجي أو عربي. وهذا لا يعني أن هناك أعمالا خليجية وعربية تُستثنى من هذا الفشل، فثمة أعمال خالدة صنعت مجدا أشك كثيرا في عودته!