أن تعتقد أن وطنك يحتاج إصلاحا، فهناك آلاف غيرك يتحدثون في الشأن العام في "تويتر" ويشاركونك الهم، ويعبّرون عنه بدرجات متفاوته.. وأن تقدم النصائح وتؤطرها بكثير من الأضواء للفت الأنظار، فهذا أيضا يمكن فهمه ما دام تحت سقف الوطن ووحدته.. وأن تسبب نصيحتك ونقدك وخطابك ومقالك وتغريداتك بأنك تخاف على أمن الوطن ولحمته.. فهذا يعني أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأنك تخاف عليه.
تباكى البعض على مستقبل الوطن، وعندما أُعلن أنه تم القبض على خلية تجسس صمت!؟ كأن من قبض عليهم يتجسسون على كوبا وليس على السعودية.. تجاهلَت بعض المعرفات التي تناشد بالإصلاح في "تويتر" القبض على خلية التجسس، مثلما تجاهلت إنجازات أمنية كثيرة.. غريب أن تملأ "المنشن" تغريدات عن تعطل قطار أو غفوة وزير، وتملأ الفضائيات و"تويتر" والمجالس بأنك مصلح لأجل أمن الأجيال، ثم يحاول الأعداء اختراق أمنك الوطني فتختار الحياد.. لا يفسر الصمت بغير ذلك بل يفسر بما هو أسوأ.. ألم تشنفوا الآذان بأن هناك من يخطط ونحن نائمون، وأن هناك دولا أهدافها توسعية، ونحن المساكين الذين "سنأكل" دون أن نعرف.. محايدون في إنجازات الداخلية ضد القاعدة لأجل عدم خسارة الجمهور البديل لجمهور الربيع الذي بدأ ينفض.. محايدون في أي خلافات سياسية مع أي دولة، بل تغردون تأييدا لوجهة نظرها لأجل أن تظهروا مستقلين.. أما أن تزعجوا الناس ليل نهار لأجل أمن أجيالهم، ويصيبكم الخرس إذا هُدد أمن وطنكم، فهذه واحدة من ثلاث: إما أنك تريد الخراب لوطنك، أو أن حقدك علي حكومته أعماك عن الحق، أو........ أكملوها أنتم.
تحية لكل فرد في الاستخبارات العامة والداخلية الأبطال، الذين يجاهدون لحماية وطنهم من أن يكون بحور دماء كغيره.. هذا زمان لا توسط فيه، فإما أن نسلم وطننا لأبنائنا وأحفادنا آمنا مستقرا، وإما قبورنا أولى بنا.. قُبض على خلية.. رجفت قلوب.. وشُلت أصابع.
(فكرة هذا المقال من تغريدة لـemad_almudaifar)