استبعد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لشؤون الآثار والمتاحف الدكتور علي غبان أن تكون المتاحف الخاصة وسيلة لتبييض المسروقات من الآثار والتراث، وقال في تصريح صحافي أثناء تجوله بمعرض الآثار المستعادة بالجوف، الذي ينظمه فرع الهيئة بمنطقة الجوف على هامش المنتدى: المتاحف الخاصة وسيلة مهمة لحماية التراث وحفظه، والمواطنون الذين يقتنون مقتنيات تراثية هؤلاء جنود مجهولون نحن نحرص على دعمهم وتحفيز نشاطهم فهم يصرفون من حسابهم الخاص وأموالهم الخاصة على حماية هذا التراث، وأردف قائلاً: في جميع أنحاء العالم توجد متاحف خاصة وبعضها على مستوى عال جداً، لذلك نسعى لتطويرها وتحفيزها.

وكشف الغبان عن أن هناك نظاما للمتاحف سيصدر قريباً مع نظام الآثار الجديد ليعرف صاحب المتحف الخاص حقوقه والحدود التي يلتزم بها والضوابط التي يعمل بها، وبين الغبان أن 90% من المتاحف الخاصة بالمملكة معظمها للتراث الشعبي ومنها متاحف متخصصة.

وعن أبرز ملامح نظام المتاحف قال: إنه يصنف المتاحف إلى فئات " أ" و"ب"و"ج" بحسب حجمها ومواد عرضها وطريقة حفظها.

وعن آلية لحصر المقتنيات قال: لها تنظيم جديد كتنظيم المزادات، وتدوير القطع بين أصحاب المتاحف الخاصة، وبيع القطع التراثية، وأيضاً إثبات ملكية القطعة في السجل الوطني للآثار والتراث.

وفي رد على "الوطن" حول نظامية امتلاك الآثار للأفراد قال إن نظام الآثار يحدد ملكية الآثار للدولة، وإن وجدت آثار في ملكية شخص يمكن تقديمها للهيئة إما عن طريق الإعارة أو عن طريق الإهداء، وإذا كان عثر عليها بالصدفة يمكن أيضا تعويضه عنها تعويضا ماديا.

وكان فرع الهيئة بالجوف نظم معرضاً للقطع الأثرية المستعادة، كرم فيه المواطنين: الدكتور نواف الراشد، ابتسام العوذة، عادل الشمدين، كريم الرويلي، محمد الرويلي، رضي العرجان، يحيي حماد المرخان، صياح السبيلة، عيد الشمري، نزال الشراري، دحام الرويلي، على الحسن، طلال التميمي، عبدالله الشرعان، صالح الشراري.

وفي جلسات منتدى الأمير عبدالرحمن السديري في دورته السادسة "آثار المملكة إنقاذ ما يمكن إنقاذه" أرجع مدير جامعة حائل الدكتور خليل المعيقل أسباب الاعتداء على الآثار لعدم وجود حماية. وقال إن الهيئة العامة للسياحة والآثار أخفقت في حماية وحراسة المواقع الأثرية حينما تخلت عن كثير من الحراس وإبقائهم في وزارة التربية بعد ضم الآثار لهيئة السياحة، مطالباً بأهمية الحماية مؤكداً على أنها مقدمة على الدراسات.

ورداً عليه، قال الدكتور علي الغبان إن الهيئة تعمل على توظيف مراقبي آثار وهم أكثر كفاءة من الحراس الذين كانوا يعملون في السابق، مشدداً على أهمية تعاون الجهات الرقابية والأمنية لحماية الآثار، مشيراً لعدم وجود عقوبات رادعة للتعدي على الآثار أو العبث بها.

من جهته قال الدكتور زياد الدريس في ورقته إن الدول العربية غير موجودة في قائمة الدول المسجلة لأكثر من 10 مواقع في قائمة اليونيسكو، مبدياً أسفه أن المملكة لم تدخل لائحة التراث العالمي إلا في العام 2008 بالرغم من عضويتها في اليونيسكو منذ العام 1978م ولديها موقعان أثريان فقط هما مدائن صالح والدرعية، وفشل تسجيل جدة التاريخية ضمن القائمة يرجع لعدم اكتمال الملف المقدم، وقال الدريس: تمكنت فلسطين من تسجيل كنيسة المهد في بيت لحم في قائمة التراث العالمي، وقبول اعتراضها على تسجيل مواقع إسلامية ضمن التراث اليهودي في قائمة التراث العالمي لمسجد بلال بن رباح والحرم الإبراهيمي.

ونفى الدريس أن تكون المؤسسة الدينية في السعودية تقف وراء قلة الحفاظ على المواقع الأثرية بالرغم من وجود الضغط الديني كفارز لتسجيل المواقع الأثرية في قائمة التراث العالمي.

لافتا إلى أن السر الحقيقي في تأخر الاهتمام بالآثار ليس دينيا أو سياسيا بل بيروقراطي لا يتفهم أهمية تسجيل هذه الآثار في قائمة التراث العالمي.

وقدم الدكتور عبدالواحد الحميد في ورقته عن اقتصاد الآثار مثالاً لدول تعتمد في اقتصادها على قطاع السياحة الذي تعد الآثار جزء رئيساً في تنميته كاليونان ومصر؛ حيث تمثل السياحة 13% من الدخل القومي في مصر و 20% لليونان بما يقدر بـ43% مليار يورو، مشيراً إلى أن العوائد الاقتصادية الناتجة من قطاع السياحة كبيرة جداً إذا ما نظرنا للقطاعات الأخرى التي تعمل كمعزز للسياحة، مبيناً أن توقعات الدخل الناجم عن القطاع السياحي تقدر بـ112 مليار ريال في العام 2015.

فيما طالب الدكتور عبد الرحمن طالب الأنصاري بمسح لحرة بني سليم في المدينة المنورة للتعرف على جزء من حياة الخنساء. وأبدى الأنصاري أسفه لهدم سوق دومة الجندل التي تعد أولى أسواق العرب في الجاهلية مطالباً بإعادة بنائه.


الأنصاري: المرأة أفضل "تنقيبا" من الرجل


كرر عالم الآثار الدكتور عبدالرحمن الأنصاري قوله "المرأة صبورة صبورة، وأفضل من الرجل في التنقيب عن الآثار" كثيرا، وشدد قائلا: مازلت أتمنى خوض المرأة علم الآثار بالمملكة ليس فقط بالدراسة والأبحاث بل بالتنقيب لأنها أكثر صبراً والتنقيب يحتاج للصبر لذا ستتفوق على الرجل في هذا الجانب, وأضاف: أعلم أن أغلب الموجودين لن يروق لهم حديثي ولكن هذه وجهة نظري بعد 46 عاماً قضيتها مع الآثار.

وأكد الأنصاري أحد أوائل علماء الآثار بالمملكة، وهو يتحدث مساء أول من أمس في افتتاح منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية بمدينة سكاكا تحت عنوان "الآثار في المملكة إنقاذ ما يمكن إنقاذه" باعتباره "شخصية للمنتدى، أن المرأة أكثر صبرا على طبقات الأرض من الرجل. وأوضح: لعل تجربتي مع المرأة تكمن في زوجتي التي صبرت علي في خروجي للمواقع الأثرية وقرية الفاو وقضاء أسابيع وشهور بعيداً عنها.