دعت طالبات بجامعة تبوك، أمس، إلى المحافظة على أرواحهن، خوفا من المبنى المخصص لهن في حي المصيف، ونقلن عبر مطالباتهن التي وصلت لبرامج ومواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "أرواحنا في خطر" مجموعة من الملاحظات التي تجاوزت مشكلة المبنى.
وشملت مطالباتهن إصلاح المبنى الذي بات يشكل خطراً عليهن بحسب وصفهن، مشيرات إلى ما تعرض له المبنى، أول من أمس، من التماس كهربائي تسبب في اختناقات لـ 4 طالبات، الذي نشرت الوطن خبراً عنه تحت عنوان "رائحة حريق تفزع طالبات بتبوك".
وتناولت الطالبات عبر وسم "#جامعة_تبوك" بموقع تويتر ما وصفنه بتهالك المبنى، فضلا عن تدني مستوى النظافة، وزيادة أسعار الوجبات إضافة إلى سوء الطعام المقدم، في الوقت الذي يمنعن فيه من إدخال الأطعمة.
وامتدت المطالبات إلى إلغاء قرار العميدة بوضع أقفال لا تفتح إلا من داخل القاعة لكي لا تسمح للمتأخرات بالدخول مما يتسبب في التزاحم انتظارا لفك القفل، وأبدت الطالبات رغبتهن في إلغاء محاضرات يوم الخميس، وإيجاد مصلى لهن، منوهات بالقسوة التي تتعامل بها حارسات الأمن معهن، وعدم وجود مكافآت في التعليم الموازي.
من جانبه، فند المتحدث الرسمي لجامعة تبوك الدكتور نايف الجهني تلك المطالبات، وقال "إن مطالب الطالبات صباح أمس كانت تعبيرا عن الخوف الذي لا مبرر له، خاصة بعد التأكد من كافة الجهات أنه لم يكن هناك أي حريق أو التماس كهربائي حسب ما نقلته بعض المواقع مساء أول من أمس"، مؤكدا أن الدراسة قائمة في المبنى المذكور، وهو أحد المبانى الجديدة المكتملة التجهيزات والصيانة، ولا علاقة له بالمبنى القديم الذي تم إخلاؤه العام المنصرم، وأضاف أن المعلومة الخاطئة والشائعات هي التي دفعت الطالبات إلى التجمع مطالبات بتغيير فترة دراستهن للفترة الصباحية.
وبين الجهني أن الجامعة أبدت استغرابها حول ما نشر في بعض المواقع عن وجود خطورة في المبنى الذي تم ليلة أول من أمس الاشتباه بوجود حريق به، مؤكدا أن طالبات السنة التحضيرية (التعليم الموازي) اللاتي تجمعن صباح أمس هن ممن يدرسن في الفترة المسائية التي تم فيها انتشار الرائحة، وأكد الدفاع المدني عدم علاقتها بالمبنى، وأنه لم يكن هناك أي حريق كما تردد لدى الطالبات اللاتي تدافعن خوفاً أثناء خروجهن من المبنى، مبينا أن عميد السنة التحضيرية الدكتور عبدالله البلوي التقى أولياء أمور الطالبات وأوضح لهم أن تقرير الجامعة والدفاع المدني أكدا أن الرائحة كانت من خارج المبني، مضيفاً بأن الدراسة مستمرة ولا يوجد ما يستدعي هذا القلق.
وختم الجهني حديثه بالقول إن الطالبات قدمن بعض المطالب غير ذات صلة بهذا الموضوع، ومنها تغيير مواعيد بعض الاختبارات، وتعامل بعض منسوبات الأمن من الجامعة معهن، وتغيير مواعيد الدراسة من الفترة المسائية للفترة الصباحية، مشيراً إلى أن الجامعة تستمع وتلبي باستمرار جميع ما يطرحه الطلاب والطالبات لخدمة العملية التعليمية والحفاظ على مقوماتها.
مباني "الجامعة".."الوزر" و"الوازرة"
تبوك: عبدالقادر عياد
أعاد عدد من طالبات جامعة تبوك، أمس، قضية مباني حي"المصيف" إلى الواجهة مجدداً، مشيرات إلى خطورة المبنى الذي يقف بجوار مباني كلية التربية والآداب التي تم إخلاؤها منذ عامين تقريبا بسبب التصدعات التي طالتها.
وإذ تتحمل جامعة تبوك وزر قضية حي المصيف بتبوك الذي يعاني أصلاً من مشكلة في تربته التي تتسبب في تصدعات المباني بسبب نوعيتها الانتفاخية، وهو الأمر الذي حدا بالناطق الإعلامي للجامعة الدكتور نايف الجهني بالتأكيد - 29 أغسطس الماضي - على أن الجامعة حرصت على عدم عودة الطالبات للدراسة في مباني كلية التربية والآداب بحي المصيف، التي تم إخلاؤها العام الماضي حرصاً على سلامتهن.
وفيما تقف تلك المباني المكونة من 3 أدوار خالية حتى اليوم بسبب التصدعات، تعود القضية مجدداً في المباني الأخرى، حيث تسببت الأمطار "2 أكتوبر المنصرم" في تساقط قطع من الديكور، والذي تناولت خبره "الوطن" تحت عنوان "تساقط "الديكور" يثير هلع طالبات "تبوك"، وما حدث أول من أمس من انتشار لرائحة تماس كهربائي تسبب أيضاً في إخلاء المبنى وإصابة 4 طالبات بحالات اختناق، وتناولته "الوطن" أيضاً بخبر تحت عنوان "رائحة حريق تفزع طالبات بتبوك".
وبين "وزر" حي المصيف وتربته الانتفاخية، و"وازرة" جامعة تبوك بمبانيها في ذات الحي، تبقى طالبات الجامعة في دائرة الخوف من خطورة المبنى الذي يدرسن فيه، خصوصاً وهن يرقبن بجوارهن مبنيين خاليين بسبب خطر التصدعات.