الأغنيه السعودية احتلت مكانة جيدة في الوطن العربي، وهذا يعود إلى قوة الكلمة والعناية باللحن والاهتمام بالتنفيذ الموسيقي، مما جعلها تحتل الصدارة في قائمة أغاني الوطن العربي منذ السبعينات، سواء على مستوى الأغنية الشعبية، أم الأغنية الحديثة كما يدعون. ولنا في ذلك أمثلة كثيرة تتصدرها أغاني طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر، وقد استطاع هؤلاء الرواد نشرها بشكل ممنهج وبشكل فني راق ومفهوم لدى الجمهور العربي عامة، وأسهموا في نشر المفردة الشعرية النبطية الراقية والتي أسهم في نشرها الشاعر خالد الفيصل من خلال كلماته الخالدة، إضافة إلى الألحان العربية بمشاركة ملحنين في كل من: مصر ولبنان. إلا أنني لاحظت أن بعض الشباب بدؤوا يشقون طريقا غير التي رسمها لهم هؤلاء الرواد، واستعاروا بعض الجمل الغربية التي تفقد شخصية الأغنية السعودية بصفة خاصة والأغنية العربية بصفة عامة، وهذا ما نلحظه في البرامج المعربة، وحين أقول البرامج المعربة فهذا دليل على استيراد الأفكار الغربية وترسيخها لدى الشباب وجعلهم ينهجون منهجا غربيا بحتا، مع العلم بأن الوطن يملك من الإيقاعات المتنوعة، والألحان الجيدة التي لا يستطيع الغرب أن يتغنوا بها. والفنان راشد الماجد استطاع أن يعكس ذلك، من خلال القدرة الإيجابية لدى الفنان السعودي على توظيف السلم الموسيقي الأفريقي العربي، وهذا السلم يعد من الجمل الموسيقية الصعبة، إلا أنه استطاع أن يتغنى بلحن سوداني، ونجح في هذه التجربة ولاقت استحسان الكثير، بصرف النظر عن الكلمة، لذا أقول إن الفنانين السعوديين أو الخليجيين قادرون على تصدير ألحانهم بكل اقتدار، ويجب عليهم أن يتثقفوا موسيقيا وأن يلموا بما في الوطن العربي من ألحان ليصلوا بالكلمة الخليجية إلى العالمية، بدلا من ألحان "الراك" وما شابهها من ألحان لا تمت لنا بصلة، فهذه الألحان تتبعها تصرفات أخرى، تنعكس سلبا على فكر الشباب الذي نتأمل منه أن يكون أنموذجا لهوية عربية إسلامية لها تقديرها واحترامها.