انتهى الكلاسيكو وانقضى معه الموسم الكروي المحلي وتوج خادم الحرمين الشريفين الاتحاد بطلاً لكأس الملك, وخسر الهلال واكتفى بدرع الدوري وكأس ولي العهد, فيما نام الشباب على بطولة كأس فيصل التي حققها.. ذلك هو المختصر غير المفيد لبطولات الموسم الأربع.

لكن.. هل انتهت الحكاية؟ وهل كان هذا الموسم ناجحاً فنياً وآتى ثماره على المنتخب الوطني كما من المفترض أن خطط له من قبل لجان اتحاد الكرة؟

السيناريو الذي جاءت عليه مباراة الهلال والاتحاد أول من أمس, قدم كثيراً من الإجابات عن هذا التساؤل.. فسقوط قائد الاتحاد محمد نور على الأرض ليلتقط أنفاسه, واللون الأصفر الذي كسا وجه زميله مناف أبوشقير بعد أن قطع "اسبرنت" في الجبهة اليسرى, والتشتيتات العكسية لحمد المنتشري, كشفت حالة الترهل والزهق الكروي عند الفريق الاتحادي, ولم يختلف الأمر عنه في الهلال, فحالة التوهان التي خيمت على مهاجمه ياسر القحطاني, وهروب المحترف الفذ نيفيز من طلب الكرة لصناعة اللعب, واستسلام دينامو الفريق ذي الرئات الثلاث ويلهامسون لرقابة سعيد العميد, أكدت أن هناك شيئا ما خارج إرادة الفريقين يتحكم في قدرتهم على ترجمة ما يتناسب مع قيمة اللقاء.

أتمنى لو تناقش اللجنة الفنية في الاتحاد أسباب السقوط البدني الجماعي عند طرفي النهائي الذي كانت تترقبه الملايين من جماهير الكرة السعودية والعربية.

أتمنى لو أن هناك منهم من يكتب توصيته بكل صراحة ووضوح للتأكيد على أن المنافسات الـ4 المحلية مع كأس الأندية الأبطال الآسيوي, أمر يفوق بكثير احتمال اللاعب السعودي أو حتى البرازيلي والأوروبي.

نحن بأيدينا وليس بأيدي غيرنا نقوم باستهلاك اللاعب السعودي ونخفض عمره الكروي في الملاعب.. نحن فقط من يحرم الجمهور من التمتع بموهبة وجماليات أدائه بسبب زخم منافساتنا غير المناسبة للتشريح العضلي والتوافق العصبي واللياقة الذهنية للاعبينا.

انتهى الكلاسيكو, ولم تنته معه حكاية لاعب يستهلك بفعل مشاركته في منافسات تهد سلسلة جبال عسير.

انتهى الكلاسيكو ولم تنته أفراح الاتحاديين ببطولة لها حساباتها التاريخية.

ركلات الترجيح أنصفت إرادة الاتحاد في الفوز, ورفضت تعالي فريدي الهلال على الكرة, فانتقلت الكأس من الرياض إلى بيت محمد نور.