بعض المديرين يستحق جائزة "معقد معاملات".. وأظن أن أنسب جائزة له هي "التقاعد" تكريماً له وتقديراً لجهوده في تعقيد المواطن ورفع ضغطه!
.. أدق معيار لقياس رغبة "المسؤول" في الإصلاح والتطوير هو "الانتقاد"، والنتيجة الصادقة لذلك هي ما ينتج عن "الانتقاد" من ردة فعل.
من أجل الوطن والمواطن تنتقد الصحافة عمل مؤسسات الدولة التي تباشر خدمة الوطن والمواطن.. وبذلك تتضح معالم الشراكة الوطنية لمن أراد "الإصلاح" و"التطوير".. فلا أحد يعمل بلا خطأ مهما كانت لديه الخبرة ومهما كان مخلصاً.. والخطأ ليس عيباً في العمل، كما أن انتقاده ليس انتقاصاً من العامل.
انتقدت "هنا" كثيرا من الإدارات والمؤسسات، ورأيت ولمست تناقضات عجيبة في ردود الفعل، خاصة ممن يغضب من النقد ويعتبره "سبا" و"شتما" لشخصه الكريم، بينما النقد لم يتطرق لاسمه إطلاقاً بل تطرق إلى عمل إحدى مؤسسات الدولة التي تسير أعمالها برأيه وتوجيهه.
أعرف مسؤولاً كان يتودد إلى إحدى الصحف ويؤكد أنه يوجه موظفيه بضرورة الإعلان فيها قبل غيرها، ثم انقلب وأصبح يرفض الإعلان فيها لأنها انتقدت أداء إدارته، وهو لا يدرك أن الإعلان لا يهم الصحفي بقدر ما يهمه "اسمه الإعلامي" و"مهنيته" و"مصداقيته".. وربما لا يعي بعض المسؤولين أن الصحفي الذي يهتم بـ"الإعلان" على حساب المهنية والمصداقية مُحتقر بين زملائه. ورأيت أصنافا من المسؤولين تعمل بمبدأ "الحقران يقطع المصران".. وهي لا تعي أنها تقطع "مصران" المواطن الذي يعاني ويبحث عن الفرج على يد صحفي.
وعلى الطرف الآخر عرفت مسؤولين يبادرون بالتجاوب والتفاعل مع الانتقاد وكأنه "نصيحة" يقدمها صديق لا عدو.
كلما انتقدت وكالة الأحوال المدنية وجدت تجاوباً من مسؤوليها الكبار على عكس مديري الفروع.. قبل يومين سمعت صدى صوتي حين تحدثت عن معاناة يتيم مع أحوال حفر الباطن، وأمس عايشت فرحة شاب كتبت عنه، بانفراج جزئي لما عانى منه كثيراً بسبب عدم تفاعل مسؤولي الأحوال المدنية بالحدود الشمالية معه إنسانياً.
شكراً لوكالة الأحوال المدنية على تفاعلها الطيب، وليتها تلزم مديري فروعها بدورات على حسن التعامل مع المراجعين.
(بين قوسين)
كل عامل يخطئ.. ولا يتعلم من لا يخطئ أو من لا يرى أخطاءه.