رأيت فيما يرى النائم أني جالس على منصة في مؤتمر، وإذا بجرس باب القاعة يرن، فقلت: من الطارق، فقال لي: افتح، فعرفت أنه سعودي، ففتحت الباب وإذا به رجل قصير القامة في يده دفتر صادر ووارد. عرفت أنه موظف حكومي، فباغتني بالقول: أنا مندوب وزارة الاقتصاد والتخطيط وممثل لوزارة الإسكان، وقد خططنا لكم مستقبلكم جيدا، ولأننا فعلنا ذلك، فقد أصبحت الآن تملك منزلا.

من فرحتي في الحلم استفقت منه، وإذا بي نائم في بيت الإيجار، فقلت في نفسي: لا بد أن أعود إلى الرجل لأعرف التفاصيل، ففي النوم أحلام تتحقق، أفضل من واقع يأخذني إلى اليأس، عدت للنوم وقلبي معلق بالرجل القصير، وحين دخلت في الحلم، وجدتني جالسا في منزلي نفسه ولم أتحرك، وانتظرت الجرس أن يدق مرة أخرى فلم يدق.

بقيت على هذه الحالة طيلة الحلم، أنتظر قدوم الرجل الذي حمل بشائر المنزل، ثم صحوت على الساعة السابعة صباحا، وتذكرت أن هذا هو الوقت الرسمي لدوام الدوائر الحكومية، وأن من جاءني في الحلم لم يكن موظفا حقيقيا، فقررت حينها أن أعود للنوم، فقد بدأ دوام الموظف الحقيقي وسيأتي معه بالبشائر.

نمت وعدت لأحلامي، فوجدتني جالسا في منزل كبير فخم، وإذا بشخص بشع الصوت والصورة، يشبه إلى حد كبير سماسرة العقار في مخطط تحت الإنشاء، فقال لي: من أنت؟ فقلت له: أنا الحالم بمنزل، فقال لي: اخرج من أملاكي واذهب لممارسة أحلامك بعيدا.. عرفت أنني في المكان الخطأ.

خرجت بعدها أمشط شوارع المدينة وإذا الكل يطردني، وأخيرا وصلت إلى مبنى كبير أسمع داخله جلجلة، دخلت المبنى فوجدت لوحة كتب عليها: "حفل توزيع المنازل على المواطنين"، فرحت كثيرا، وأخذت مكاني إلى جوار رجل مهم، وحين جلست استفاق على وقع جلوسي، فسألته: هنا سأحصل على منزل، صحيح؟ فقال لي: صحيح، لكن هناك شرط لذلك، قلت ما هو: قال لي: أن تعود إلى النوم "وتخلينا ننام تراك أزعجتنا".