واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، أمس لليوم الخامس على التوالي، حاصدة المزيد من الضحايا المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع العدوان عبر هجوم بري، ضاربا عرض الحائط بالوساطات التي تقوم بها بعض الأطراف الغربية.
من جانبها، ردت الفصائل الفلسطينية على الاعتداءات بمزيد من الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب، واستهداف بارجة قبالة شواطئ غزة. وأعلنت كتائب القسام أن 5 ملايين إسرائيلي هم في مرمى نيران مقاتليها.
وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان إلى 69 بعد أن قتل 3 أطفال أمس. وذكرت مصادر مطَّلعة أن طائرة تابعة للاحتلال قصفت بصاروخ واحد منزلاً سكنياً في مخيم البريج وسط القطاع، مما أسفر عن مقتل طفل يبلغ عاماً ونصف العام من العمر وإصابة شقيقيه وكلاهما لا يتجاوزان 5 أعوام بجروح. وفي وقت سابق قتل طفل يبلغ 3 أعوام وشقيقته الرضيعة، وأصيب 17 من أفراد عائلتهما جراء قصف مدفعي وجوي لعدد من المنازل السكنية في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة. وأشارت المصادر إلى أن غالبية المصابين هم من الأطفال والنساء وجرى نقلهم إلى المستشفى، واصفة حالات عدد منهم بالحرجة. وشهدت غزة فجر أمس غارات عنيفة ومكثَّفة وسمع دوي انفجارات ضخمة، حيث جرى استهداف مجمع السرايا الأمني التابع للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في القطاع، رغم أن غالبية مبانيه تم هدمها خلال عملية (الرصاص المصبوب) التي شنتها قوات الاحتلال بداية عام 2009. كما استهدف القصف الإسرائيلي مراكز شرطة في عدة مناطق، وكذلك مواقع تدريب عسكرية وعددا من أنفاق التهريب بين القطاع ومصر، مما أسفر عن إصابة نحو 12 فلسطينياً بجروح.
إلى ذلك واصلت تل أبيب حشد قواتها البرية ودباباتها على طول الحدود مع غزة أمس رغم إعلان مصر رؤيتها بعض المؤشِّرات لإمكانية التوصل إلى هدنة. كما واصلت سفن حربية قصف أهداف في غزة من البحر. وقال شهود إن هجوماً استهدف مبنى يضم مكاتب وسائل إعلام عربية محلية أدى إلى إصابة 6 صحفيين وإلحاق أضرار بمنشآت تابعة لبعض الفضائيات.
كما توعَّد نتنياهو بتوسعة رقعة العمليات العسكرية بصورة كبيرة. وقال في مستهل اجتماع حكومته صباح أمس "الجيش هاجم حتى الآن أكثر من ألف هدف في القطاع ولا يزال يواصل عملياته ويكبِّد حركة حماس والتنظيمات الأخرى ثمناً باهظاً". في هذه الأثناء تواصلت المساعي الإقليمية والدولية لفرض تهدئة في القطاع ووقف العدوان الإسرائيلي، حيث بحث الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية هاتفياً تطورات الوضع. كما وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إلى إسرائيل لعرض مساعدة بلاده في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال للصحفيين الذين يرافقونه "دعمنا للقضية الفلسطينية ثابت، وفي الوقت نفسه لدينا اتصالات مع تل أبيب. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن فابيوس سيلتقي خلال زيارته التي تستمر يوماً واحداً بالسلطات الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأضاف البيان "هذه الزيارة التي أعدت بالتنسيق مع شركائنا الرئيسيين الإقليميين والدوليين ستكون فرصة لإجراء محادثات مع كافة المسؤولين الإسرائيليين".
ويصل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى القاهرة اليوم لبحث الأوضاع في المنطقة ورؤية مصر للتعامل مع القضايا الإقليمية والدولية المطروحة على أجندة المنظمة.