تشهد العاصمة صنعاء اليوم أول تجمع إقليمي ودولي من نوعه في تاريخ البلاد بهدف إظهار الدعم الدولي لليمن والحفاظ على استقرار تتهدده صراعات سياسية وعسكرية كبيرة، بعدما أخفق قادة الأطراف السياسية في تحقيق الحد الأدنى من التوافق السياسي المتمثِّل في الاتفاق على موعد محدد لإطلاق مؤتمر الحوار الوطني.
وأكدت مصادر دبلوماسية عربية وغربية أن دار الرئاسة ستحتضن اليوم حدثاً هاماً في تاريخ اليمن، يتزامن مع مرور عام على التوقيع على المبادرة الخليجية، باجتماع يضم لأول مرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، إضافة إلى سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والسفراء المعتمدين في اليمن، ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر وقادة الأحزاب السياسية في البلاد.
وينظر مراقبون إلى هذا الحدث بأهمية خاصة نظراً لحرج الموقف القائم في البلاد، وسط أنباء عن وجود صعوبات جدية في تطبيق مسار التسوية السياسية من خلال تصلب مواقف بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، المقرر انطلاقه أواخر الشهر الجاري، بخاصة قوى الحراك الجنوبي، التي لم تتفق حتى الآن على صيغة للمشاركة في المؤتمر.
وفيما تصر أطراف سياسية على اتخاذ بعض الإجراءات لتهيئة الأجواء لعقد مؤتمر الحوار الوطني من بينها استبعاد الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المشاركة في العملية السياسية المقبلة، إلا أن حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح لا يزال متمسكاً ببقائه في قلب المشهد السياسي، مما يعرِّض العملية السياسية برمتها إلى الانهيار، يضاف إلى ذلك الصعوبات التي لا تزال تواجه الرئيس عبد ربه منصور هادي في إعادة هيكلة مؤسستي الجيش والأمن كمطلب أساسي لشباب الثورة قبل الدخول في الحوار الوطني.
من جهة أخرى كشفت مصادر حكومية مسؤولة عن تعهدات بتقديم مساعدات تمويلية إضافية جديدة لليمن قدمتها بعض دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أن كلاً من قطر والإمارات تعهَّدت لهادي خلال زيارته لكل منهما بتقديم تمويلات جديدة إلى جانب المساعدات المعلنة والمقدمة منهما خلال مؤتمر الرياض للمانحين والاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك أواخر شهر سبتمبر الماضي.