أوضح كبيرالجيولوجيين في وزارة المياه والكهرباء إبراهيم الشبيبي، أن هبوطاً كبيراً طال مستويات المياه في واحة الأحساء -خلال الفترة مابين 1970م-2011م، مما أدى إلى تأثير كبيرعلى خصائص المياه الجوفية النوعية، وقد يكون هناك تلويث لهذه الخزانات المائية بسبب الحفر العشوائي والري الجائر للمزروعات، لوجود الاتصالات الهيدروليكية بين الخزانات المائية (الطبقات المائية) بالمحافظة، جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في ملتقى "استدامة الزراعة بواحة الأحساء"، بعنوان "تأثير الاستخدام الجائر للمياه في الأغراض الزراعية بواحة الأحساء على المخزون المائي الجوفي".
وأكد الشبيبي أن مشاريع مياه الشرب بالأحساء تعتمد على طبقات مياه "أم الرضمة والدمام والخبر العلاة"، وللاستنزاف الكبير للمياه الجوفية غير المتجددة في الأغراض الزراعية بالمحافظة، فإن ذلك أدى الى هذا الهبوط وهذا الاستنزاف يؤثر على كمية المخزون المائي الجوفي واستدامته، نظراً لانخفاض معدلات الاستعاضة له، بسبب الأحوال والخصائص المناخية في المحافظة، إضافة إلى التأثير على المخزون المائي كماً ونوعاً سيترتب عليه زيادة التكاليف المالية لاستخراج المياه للأغراض البلدية والبحث عن مواقع أخرى غير مستنزف الخزان المائي فيها، موصياً بالعمل على إدارة متكاملة لهذه المصادر لضمان استدامتها ولضمان عدم التأثير على المشاريع المائية بالمحافظة.
وأرجع الشبيبي هذا الانخفاض إلى عدة أسباب وعوامل أدت إلى تدهور مستويات المياه في الطبقات المائية بواحة الأحساء، ومنها الحفر العشوائي للآبار بالواحة، وبمواصفات فنية سيئة لتلبية الاحتياجات المائية لمزارعهم لقلة المياه المؤمنة من هيئة الري والصرف بالأحساء لاعتقادهم الخاطئ بضرورة السقي المستمر للمحاصيل، وطريقة الري السائدة بالواحة (الري بالغمر) التي تستنزف كميات هائلة من المياه أكثر من الاحتياجات الفعلية للمحاصيل الزراعية، وانخفاض الوعي المائي والاحتياجات الفعلية للمحاصيل الزراعية من المياه (التوعية والترشيد).