يعبر أحمد قايد، وهو اسم افتراضي لشخصية واقعية، الحدود اليمنية إلى الطوال. كان قد تم ترحيله قبل هذا اليوم بثلاثة أشهر. وخلال تلك الأشهر عمل بكد لتوفير مبلغ 2000 ريال سعودي. عاد مرحلا من السعودية وعينه على العودة منذ أن وطأت قدماه أرض وطنه.
يقول أبو قايد: "العمل في اليمن وفير لكن "الدمار الشامل" لا يبقي ولا يذر ريالا، يقصد القات طبعا. في السعودية أعمل بلا دمار شامل، وهذا يعني أنني أحقق شيئا من المكاسب، وهو ما يجعلني أقبل بمغامرة التسلل غير الخطرة".. الحديث لأحمد.
يستقبله في الجبال الحدودية مجموعة من الأشخاص، يأخذونه إلى منزل في الطوال - مركز التجمع والانطلاق - ثم يتسلمه أحدهم مع مجموعة من المتسللين، من الجنسيتين اليمنية والإثيوبية، إلى محايل عسير، ويحدث أن يتنقل هؤلاء الركاب بين أكثر من سيارة، بطريقة الاستلام والتسليم.
حتى هذا الوقت لم يدفع أحمد ريالا واحدا، الاتفاق أن يسلم مبلغ الكراء في جدة، وعلى السائقين التفاهم فيما بينهم بشأن الحقوق المادية، عملية منسقة أشبه بما تفعله شركات السياحة والسفر.
من محايل إلى جدة، ينحشر أحمد في سيارة تقل نحو 10 ركاب، يقول: إذا كانت السيارة صغيرة يركب جنب السائق ثلاثة ويركب في الشنطة آخرون. وعبر طرق برية يعرف تفاصيلها السائق جيدا، يتم تلافي كل نقاط التفتيش، وأحيانا ينزل الركاب قبل النقطة وعليهم ملاقاة السائق على الطرف الآخر بعد أن يعبر بمفرده.
هذه الرحلات المجدولة يوميا تدار بشكل مذهل بواسطة مافيا من أبناء البلد، وغالبا ما يكون الواحد منهم من متعاطي "الكبتاجون". يقول أحمد: إنهم يتعاطون كل شيء أمامنا وهذا لا يعنينا، ما يعنينا أن نصل إلى مبتغانا، وفي حال انكشفنا سيتم ترحيلنا وسنعود بعد ثلاثة أشهر.